السؤال
أمي تقول إن غسل الملابس يوم الثلاثاء والأربعاء لا يجوز، لأن الله عز وجل خلق المكروه يوم الثلاثاء، وتقول إن هذا ما يقوله الناس، والأربعاء، لأنه من غسل الملابس في هذا اليوم اتهمه الناس بأي شيء، فكيف يكون الرد؟ وكذلك الرد على من يعتقد مثل هذا الكلام في سائر أحواله، لا أفعل كذا، لأن الناس يقولون من فعل كذا في يوم كذا، فسيصيبه كذا؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فأما أن الله خلق المكروه يوم الثلاثاء: فهذا ورد به الحديث الصحيح، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق وفي آخر ساعة من ساعات الجمعة فيما بين العصر إلى الليل.
ولكن هذا لا يقتضي تحريم شيء يوم الثلاثاء، فلا حرج في غسل الملابس يوم الثلاثاء أو الأربعاء، والقول بأنه يحرم غسل الملابس فيها لم يأت به دليل شرعي، ولا نعلم أحدا من أهل العلم قال به، والواجب على أمك أن تتقي الله وتكف عن الفتوى، فإن التحريم مرده إلى الشرع وليس لما يقوله الناس، وتحريم ما لم يحرمه الله تعالى أصل من أصول الضلال ـ والعياذ بالله ـ كما قال أهل العلم، قال شيخ السلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وأصل الضلال في أهل الأرض إنما نشأ من هذين: إما اتخاذ دين لم يشرعه الله، أو تحريم ما لم يحرمه... اهـ.
كما أنه أيضا من الكذب على الله تعالى وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم.