شروط جواز نكاح فتاة كان يعاشرها في الدبر

0 445

السؤال

قبل زواجي كنت أعاشر فتاة من الدبر، كانت تبلغ 14 سنة، وذلك بعلم أمها، على أمل أن أتزوجها، وقد مضى 5 سنوات، ولا أدري كيف أكفر عن خطيئتي معها! فهل أتزوجها كزوجة ثانية؟ أم ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقد اقترفت ذنبا عظيما، قال فيه صلى الله عليه وسلم: ملعون من أتى المرأة في دبرها. رواه أبو داود.

وإذا كان من فعل هذا بزوجته ملعون، فكيف بمن فعله بامرأة لا تحل له؟!! ومع ذلك فقد شرع الله لعباده التوبة ورغبهم فيها فأخبر أنه يحب التائبين، فقال -عز وجل-: إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين [البقرة:222]. وبين أن التائب تبدل سيئاته حسنات، فقال الله -عز وجل-: فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما [الفرقان:70].

وأخبر أنه يغفر الذنوب لمن تاب وأناب وإن بلغت ذنوبه ما بلغت، ولو كانت مثل زبد البحر، فقال الله -عز وجل-: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم [الزمر:53].

فأول ما تفعله لتكفر عن خطيئتك: أن تتوب إلى الله، ولمعرفة شروط التوبة انظر الفتوى: 5450.

وأبشر إن صدقت مع الله، وإذا كانت هذه الفتاة قد تابت من تلك المعصية العظيمة، فلا بأس أن تتزوجها، بل هو أفضل، قال الله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين [هود:114].

وكلما كانت الحسنات من جنس السيئات، ولكن تضادها كان أبلغ في التكفير، وهذا كما يكفر عن سماع الملاهي بسماع القرآن ومجالس الذكر، وعن المقامرة والميسر بالصدقة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: من حلف فقال في حلفه: واللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق. متفق عليه.

أما هذه الأم التي ضيعت الأمانة، وعاونت على الفاحشة، فجرمها عظيم، وشأنها خطير، فلتبادر إلى التوبة قبل أن يحل الله بها عقابه، وينزل بها سخطه، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. متفق عليه.

وروى أحمد عن ابن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ثلاثة قد حرم الله عليهم الجنة: مدمن الخمر والعاق والديوث..

وجاء -أيضا- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: لا يدخل الجنة ديوث. رواه أبو داود، والطيالسي، والديوث: هو الذي يقر السوء في أهله.

فمن تاب تاب الله عليه، ومن أصر على المعصية، فلن يضر إلا نفسه، ولن يضر الله شيئا، وانظر للأهمية الفتاوى التالية: 1591، 4128.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة