السؤال
ما صحة الكلام؟ احمد ربنا وأثن عليه وصل على النبي صلى الله عليه وسلم وادع أن ربنا يجعلك مع نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم في الجنة، وبعدين احمد ربنا ثانيا وعشرا وصل على النبي صلى الله عليه وسلم وإن شاء الله ربنا سيتقبل دعوتك.
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه إن الله تعالى يقبل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أي إنسان فإذا صليت على النبي صلى الله عليه وسلم ودعوت وصليت عليه مرة أخرى يستحي الله أن يقبل الأول والآخر وينسى ما بينهما (بمعنى ما جاء في الحديث).
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على المعنى المذكور عن عمر ـ رضي الله عنه ـ، وإنما جاء نحوه من كلام أبي سليمان الداراني.
جاء في القول البديع للسخاوي: وعن أبي سليمان الداراني قال : من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله يتقبل الصلاة وهو أكرم من أن يرد ما بينهما، وفي لفظ : إذا أرادت أن تسأل الله حاجة فصل على محمد صلى الله عليه وسلم ثم سل حاجتك ثم صل على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مقبولة، والله ـ عز وجل ـ أكرم من أن يرد ما بينهما. أخرجه النميري باللفظين.
وفي الإحياء مرفوعا: إذا سألتم الله حاجة فابدؤوا بالصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإن الله أكرم من أن يسأل حاجتين فيقضي إحداهما ويرد الأخرى، ولم أقف عليه، وإنما هو عن أبي الدرداء قوله. اهـ.
وقد ذكر بعض العلماء استحباب الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أول الدعاء وآخره، قال ابن القيم: الموطن السابع من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عند الدعاء، وله ثلاث مراتب، إحداها: أن يصلي عليه قبل الدعاء وبعد حمد الله تعالى، والمرتبة الثانية: أن يصلي عليه في أول الدعاء وأوسطه وآخره، والثالثة: أن يصلي عليه في أوله وآخره ويجعل حاجته متوسطة بينهما.
فأما المرتبة الأولى: فالدليل عليها حديث فضالة عن عبيد وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: إذا دعا أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ثم ليصل على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يدعو بما شاء .
وقال الترمذي: حدثنا محمود بن غيلان حدثنا يحيى بن آدم حدثنا أبو بكر بن عياش عن عاصم عن زر عن عبد الله قال: كنت أصلي والنبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر معه، فلما جلست بدأت بالثناء على الله تعالى ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم دعوت لنفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سل تعطه، سل تعطه.
وقال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن أبي إسحاق عن أبي عبيدة عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: إذا أراد أحدكم أن يسأل الله تعالى فليبدأ بحمده والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم يسأل بعد فإنه أجدر أن ينجح أو يصيب.
وأما المرتبة الثانية: فقال عبد الرزاق عن الثوري عن موسى بن عبيدة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أبيه عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوني كقدح الراكب، فذكر الحديث وقال: اجعلوني في وسط الدعاء وفي أوله وفي آخره ـ {وهو ضعيف، لا يثبت} ـ
وقد تقدم قول عمر ـ رضي الله عنه ـ: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك صلى الله عليه وسلم.
والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم للدعاء بمنزلة الفاتحة من الصلاة، وهذه المواطن التي تقدمت كلها شرعت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمام الدعاء، فمفتاح الدعاء الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، كما أن مفتاح الصلاة الطهور، فصلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليما.
وقال أحمد بن أبي الحواري: سمعت أبا سليمان الداراني يقول: من أراد أن يسأل الله حاجته فليبدأ بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وليسأل حاجته وليختم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة، والله أكرم أن يرد ما بينهما. اهـ. باختصار من جلاء الأفهام.
وللفائدة حول معنى أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مقبولة انظر الفتوى رقم: 250468.
والله أعلم.