السؤال
هل هناك رأي علمي يعضد تحريم الدم المسفوح؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فأعظم أمر يعضد الإيمان بتحليل الحلال وتحريم الحرام، هو مطلق التسليم لله تعالى، وذلك لا يتأتى إلا برسوخ وحدانيته في قلب المؤمن، فهو سبحانه واحد في ذاته وصفاته وخلقه وأمره، قال عز وجل: ألا له الخلق والأمر [الأعراف:54]، يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة [البقرة:208].
والأصل عند المسلم في علل الأوامر والنواهي هو النصوص الشرعية، وما اقترن بها من العلل المنصوصة، أما ما يتبين للناس بعد ذلك من حكم فما هو إلا زيادة بيان، وليس النص الآمر أو الناهي في حاجة إليها، ولو كان النص في حاجة إليها لتوقف الإيمان به حتى تثبت كل الحكم التي يتوصل إليها بين وقت وآخر، ومع هذا فإننا نوقن أن كل ما شرعه الله حكمة كله وخير كله، وسواء كان في باب الأمر أو في باب النهي.
ومن الحكم التي أثبت الطب الحديث أن الله حرم الدم لأجلها:
1- أن للدم أكثر من مجال في الجريان، فهو يحمل الفضلات إلى الكلى والرئى، ويتم تنقية هذا الدم بهما، والأوعية الدموية بها لونان من الدم: دم فاسد، ودم صالح، فإذا أخذنا هذا الدم فإنه يكون مختلطا بعضه ببعض، والنوع الذي لم تخرج منه الشوائب في الكلى والرئة يسمى الدم المسفوح، والذي جاء القرآن بتحريمه.
2- كذلك أثبت الطب أن الدم المسفوح يحمل سموما وفضلات من أنسجة البدن كالبولة Urea، وحمض البول Uric Acid، وغاز الكربون وغيرها، وهذا إذا تناوله الإنسان تسبب له في ارتفاع نسبة البولة في دمه، مما يؤدي إلى اعتلال دماغي خطير.
3- الدم وسط صالح لنمو وتكاثر كثير من الجراثيم.
4- أن الدم لا يحتوي إلا على القليل من المواد الغذائية المختلطة بعناصر شديدة السمية، وهو عسر الهضم جدا.
5- يؤدي تناول الدم عن طريق الفم إلى ارتفاع اليوريا في دم الإنسان، مما قد يؤثر على المخ ويسبب الغيبوبة المفاجئة.
والله أعلم.