وصايا وإرشادات للتعامل مع الأم التي تهدر أوقاتها في رؤية المسلسلات والأفلام

0 217

السؤال

أنا شخص ملتزم وأتمنى من الله العلي العظيم أن يثبتني على الصراط المستقيم، وقد واجهتني بعض الأمور:
أولا: يوجد في بيتنا تلفاز به قنوات فضائية أشبه ما تكون بالماجنة ـ والعياذ بالله ـ وأنا لا أشاهدها البتة ولله الحمد، والوالدة تشاهدها بكثرة وحاولت مرارا أن أنصحها لكنها على حد قولها مصابة بالملل ولا شيء يسليها غير هذه المسلسلات والأفلام ـ نسأل الله الهداية ـ ولكننا مع ذلك لا نسلم من شر تلك المسلسلات، فالوالدة هداها الله ترفع صوت التلفاز وما به من موسيقى..... فبماذا توجهونني ـ وفقكم الله ـ مع العلم أنني في بعض الأحيان عند ما أجلس مع الوالدة.... تبدأ بمشاهدة التلفاز فأضطر للقيام أو الخروج من المنزل...
ثانيا: أخاف من الرياء والسمعة والعجب بالعمل، ونسأل الله أن لا يبتلينا بها، وقد أعاني من الوسوسة في ذلك خصوصا إذا امتدحني شخص ما، فما هو توجيهكم لنا في هذا الأمر ـ وفقكم الله.
ثالثا: عندما أكون جالسا مع أبناء عمومتي وقد يغتابون الناس ـ هداهم الله ـ أو يتكلمون بالمعاصي أنصحهم بأن لا يغتابوا احدا، فهل إذا استمروا على ذلك أكون قاطعا للرحم إن تركت مجالستهم واكتفيت بحضور مناسباتهم؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كان الحال ما ذكرت من أن أمك تشاهد المسلسلات والأفلام التي لا تراعى فيها أحكام الشرع، فهي على منكر وتضيع وقتها فيما يضرها ولا ينفعها، واعتذارها بكونها مصابة بالملل من العذر الأقبح من الذنب، فهذه اللحظات التي تقضيها أمام الشاشة مسؤولة عنها يوم القيامة، كما روى البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ.

وروى الحاكم والبيهقي عن ابن عباس أيضا ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لرجل وهو يعظه: اغتنم خمسا قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك.

وكان الأحرى بأمك أن تكون القدوة لأبنائها وتوجههم إلى الخير والفضيلة لا أن يحصل العكس، ومن أولى ما نوصيك به الصبر عليها، والدعاء لها بالهداية والصلاح، فسعيك في ذلك من أعظم أنواع البر بالأم والإحسان إليها، والله عز وجل بيده قلوب العباد، قال تعالى: فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام {الأنعام:125}.

وفي الحديث الذي رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن قلوب بني آدم كلها بين إصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء.

فإن لم تتمكن من إقناعها بترك مشاهدتها وسماع الموسيقى، فلا أقل من أن تقنعها بخفض الصوت، واشفع إليها ببعض المقربين إليها، ولا يجوز للمسلم البقاء في مكان يرى فيه المنكر أو يسمعه، قال تعالى: وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين {الأنعام:68}.

وانظر الفتوى رقم: 165455.

ولهذا، فقد أحسنت بقيامك من المجلس عند وجود المنكر، وهذا فيما يتعلق بالسؤال الأول.

وأما السؤال الثاني: فجوابه أن الخوف من هذه الآفات أمر حسن ومحمود، ولكن يجب عليك الحذر من أن يكون هذا الخوف مانعا لك من الإقدام على الخير وعمل الصالحات، فإنه في هذه الحالة يكون مذموما، ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 49074.

فأعرض عن كل وسوسة وأقدم على العمل متوكلا على الله محتسبا الأجر عند الله، فإنك بذلك تغيظ الشيطان، فإنه بتلك الوساوس يريد أن يثنيك عن العمل وكسب الثواب.

وجواب السؤال الثالث: إذا كنت في مجلس غيبة، فالواجب عليك الإنكار، فإن امتثلوا فلا حرج عليك في البقاء معهم، وإلا كانت مفارقة هذا المجلس واجبة، ولا يحل البقاء فيه حتى يترك المنكر، ولا تكون قاطعا للرحم بذلك، بل أنت مأجور بإذن الله لا مأزور، وراجع الفتوى رقم: 157765.

نسأل الله أن يحفظك ويزيدك هدى وتقى إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة