السؤال
طلقت امرأتي وهي في حيض، ولا أعلم هل يعتبر رأي ابن تيمية في تلك المسألة أم لا يؤخذ به، ولو كان ذلك على سبيل إقامة البيت وعدم هدمه؛ لأن هناك طلقتين أخريين؟ والطلقة الثانية كنت أتحدث مع أخرى على النت فطلبت مني إن أردت الارتباط بها أن أطلق زوجتي كتابة على النت، وأنا أحدثها وأتلفظ كتابة أنني أطلق فلانة بنت فلان، فقمت بذلك على سبيل مسايرتها في الحديث لا أكثر، فهل تعتبر تلك طلقة خاصة أنها أخبرت زوجتي بتلك المقولة؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالطلاق في الحيض، طلاق بدعي محرم، لكنه واقع عند أكثر أهل العلم، وهذا هو المفتى به عندنا، وانظر الفتويين رقم: 5584، ورقم: 110547.
لكن لا مانع من العمل بقول من يرى عدم وقوع الطلاق البدعي من أهل العلم، إذا كان مبنيا على اعتقاد رجحانه، فإنه لا حرج على من يعمل بقول عالم ثقة مادام مطمئنا إلى قوله وليس متبعا لهواه، أو متلقطا للرخص، وانظر التفصيل في الفتويين رقم: 5583، ورقم: 35277.
وأما الطلاق الثاني: فإن وقع بمجرد الكتابة، فهو من قسم الكناية وليس من الصريح، وعليه فلا يقع إلا إن نويته
وأما إن كان مع الكتابة النطق فيقع الطلاق، ولا ينظر إلى ما نويته، بل يقع الطلاق وإن لم تنوه، لأن الطلاق في هذه الحالة من قسم الصريح، والصريح لا يفتقر إلى نية، وقد نص الفقهاء على صحة طلاق الهازل، وهو من قصد اللفظ ولم يرد ما يدل عليه، مستدلين بالحديث الذي رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث جدهن جد، وهزلهن جد: النكاح والطلاق والرجعة.
والذي ننصح به أن تعرض مسألتك على المحكمة الشرعية، أو على أهل العلم الموثوقين في بلدكم، وتعمل بما تقضي به المحكمة، أو يفتيكم به أهل العلم.
والله أعلم.