تحول جنس الإنسان في الآخرة غير صحيح والأدلة الشرعية على خلافه

0 163

السؤال

هل صحيح سيتحول جنس الإنسان في الآخرة؛ أي لو أنه ذكر سيكون أنثي، والعكس؟ وهل ستبعث النساء يوم القيامة ذكورا طبقا للآية الكريمة: (ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة)؟
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فانه لا صحة لما ذكرت، ويكفي في تكذيبه حديث أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم قال: "يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا". قلت: يا رسول الله، النساء والرجال جميعا ينظر بعضهم إلى بعض؟! قال -صلى الله عليه وسلم- يا عائشة، الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض. صحيح مسلم.
وأما الآية الكريمة فلا تدل على هذا الأمر، وإنما تعني مجيء كل إنسان يوم القيامة منفردا بنفسه عن ماله وأنصاره وشفعائه لا ينفعه إلا عمله؛ جاء في تفسير الجلالين: ويقال لهم إذا بعثوا (ولقد جئتمونا فرادى) منفردين عن الأهل والمال والولد (كما خلقناكم أول مرة) أي حفاة عراة غرلا (وتركتم ما خولناكم) أعطيناكم من الأموال (وراء ظهوركم) في الدنيا بغير اختياركم، ويقال لهم توبيخا (وما نرى معكم شفعاءكم) الأصنام (الذين زعمتم أنهم فيكم) أي في استحقاق عبادتكم (شركاء) لله (لقد تقطع بينكم) وصلكم، أي: تشتت جمعكم، وفي قراءة بالنصب ظرف؛ أي: وصلكم بينكم (وضل) ذهب (عنكم ما كنتم تزعمون) في الدنيا في شفاعتها. اهـ.

والمرأة تخلق أنثى وتعود يوم القيامة أنثى، والظاهر أن مورد هذه الشبهة نظر إلى حال حواء وأنها خلقت من آدم، والآية لا تتعرض لأصل الخلق، ولو كان كذلك لعاد آدم ترابا! ولقيل: إن كل الذكور يعودون ترابا! ثم ما مستند القول بأن الذكر يعود أنثى، فهذا كله جهل وتخليط وقول على الله بغير علم. 

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة