السؤال
يقول البعض إن آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ـ الظالمون ـ الفاسقون) نزلت في اليهود والنصارى فقط ولم تكن لنا، فكيف الرد عليهم؟
يقول البعض إن آيات (ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ـ الظالمون ـ الفاسقون) نزلت في اليهود والنصارى فقط ولم تكن لنا، فكيف الرد عليهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الشنقيطي في أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (1/ 407) :
الظاهر المتبادر من سياق الآيات أن آية فأولئك هم الكافرون، نازلة في المسلمين; لأنه تعالى قال قبلها مخاطبا لمسلمي هذه الأمة: فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا، ثم قال: ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون، فالخطاب للمسلمين كما هو ظاهر متبادر من سياق الآية... وسياق القرآن ظاهر أيضا في أن آية: فأولئك هم الظالمون، في اليهود; لأنه قال قبلها: وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس والعين بالعين والأنف بالأنف والأذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون، فالخطاب لهم لوضوح دلالة السياق عليه كما أنه ظاهر أيضا في أن آية: فأولئك هم الفاسقون في النصارى; لأنه قال قبلها: وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون. اهـ
وانظر تفصيل الكلام في مسألة الحكم بغير ما أنزل الله في الفتوى رقم: 202564.
والله أعلم.