السؤال
أمي أخذت مبلغا من مال أختي الخاص دون علمها، واستخدمته في قضاء أمور المحتاجين قبل دخول شهر رمضان المبارك بنية إرجاعه لها بعد أخذ مال الزكاة من بقية إخواني، وأخواتي ـ حيث كل سنة يتم تجميع مال الزكاة في رمضان، ويعطى لأمي لتوزعه على المحتاجين ـ فهل ما فعلته صحيح؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس للأم أن تأخذ من مال ابنتها بغير علمها لتوزعه على المحتاجين، أو غيرهم، فهذا من الاعتداء على مال الغير الممنوع شرعا، وقد فصلنا ذلك مع أدلته في الفتويين رقم: 133046، ورقم: 228520.
وعليه، فإن ما فعلته أمك غير صحيح، وعليها أن ترد ما أخذت من أختك، أو تستحلها منه، أما مال الزكاة ـ إذا وكلت على صرفه ـ فإنها تصرفه لمستحقيه، ولا يجزئ أن تصرفه لهم قبل ذلك؛ لأن النية شرط في الزكاة، جاء في المغني: مذهب عامة الفقهاء أن النية شرط في أداء الزكاة. اهـ.
ومن ثم؛ فإن كانت الأم وزعت المال المذكور بنية أنه زكاة عن أصحابه قبل أن يطلبوا منها ذلك، فإنه غير مجزئ عن الزكاة؛ لعدم وجود نيتها منهم.
والله أعلم.