السؤال
لماذا الاختلاط بين الرجال والنساء مسموح وغير محرم عند أداء مناسك الحج والعمرة على سبيل المثال لا الحصر؟ وهل -مثلا- السيدة خديجة زوجة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهي تشتغل بالتجارة كانت تخالط الرجال بحكم طبيعة عملها؟
لماذا الاختلاط بين الرجال والنساء مسموح وغير محرم عند أداء مناسك الحج والعمرة على سبيل المثال لا الحصر؟ وهل -مثلا- السيدة خديجة زوجة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- وهي تشتغل بالتجارة كانت تخالط الرجال بحكم طبيعة عملها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاختلاط الرجال بالنساء ليس محرما على إطلاقه، إنما المحرم منه ما يؤدي إلى الفتنة، أو يكون خاليا من الضوابط الشرعية، كالخلوة والخضوع بالقول، وإظهار الزينة والتطيب.
وهذا النوع من الاختلاط المحرم لا يباح في أي حال من الأحوال، لا بالحج، ولا بالعمرة، ولا بغيرهما، وراجع في ذلك ما كنا قد بيناه مفصلا في فتوانا رقم: 22371.
وعليه؛ فإن السؤال مبني على افتراض غير صحيح.
أما مسألة السيدة خديجة -رضي الله عنها-: فإنها كانت تستأجر الرجال ليتاجروا لها في مالها، كما ذكرت كتب السيرة؛ ففي السيرة النبوية عرض وقائع وتحليل أحداث للصلابي: كانت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أرملة ذات شرف ومال، تستأجر الرجال ليتجروا بمالها، فلما بلغها عن محمد صدق حديثه, وعظم أمانته, وكرم أخلاقه, عرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرا وتعطيه أفضل ما تعطي غيره من التجار ... اهـ.
وليس في هذا ما يدل على حصول الاختلاط المحرم -حاشاها من ذلك-.
والله أعلم.