تجويد القرآن.. الواجب والمستحب

0 199

السؤال

لقد قرأت (كان الإمام الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة ما منها من شيء إلا في الصلاة) (الحلية 134/9).
أنا أحفظ القرآن ولكنه يتفلت مني فأحاول أن أراجع بكثرة، ولكن التجويد يأخذ مني وقتا طويلا، فإما لا يسعني وقتي لأنجز الورد أو أتكاسل لطول الوقت المستغرق في المراجعة.
فما حكم قراءة القرآن بالتشكيل فقط لسهولة مراجعته؟ وما حكم قراءته بالتشكيل فقط في الصلاة المنفردة مثل الوتر أو الضحى لتحصيل أكبر كم من القراءة خلال الصلاة؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد: 

فاعلم أن تجويد القرآن منه ما هو واجب وهو إخراج الحروف من مخارجها وإعطاؤها حقها ومستحقها، ومن ذلك مراعاة حركات الإعراب وهو ما سميته التشكيل، ومنه ما هو مستحب وهو ما زاد على هذا القدر من مراعاة المدود والغنة ونحو ذلك، قال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ: والتجويد من باب تحسين الصوت بالقرآن، وليس بواجب، إن قرأ به الإنسان لتحسين صوته فهذا حسن، وإن لم يقرأ به فلا حرج عليه ولم يفته شيء يأثم بتركه. انتهى.

وقال أيضا رحمه الله: القراءة بالتجويد ليست واجبة ما دام الإنسان يقيم الحروف ضما وفتحا وكسرا وسكونا، فإن التجويد ليس إلا تحسين اللفظ فقط، إن تمكن الإنسان منه فهذا حسن، وإن لم يتمكن فلا إثم عليه، لو قال مثلا في قوله تعالى: {فمن يعمل مثقال} [الزلزلة:7] (من يعمل) هذا حكمه إدغام بغنة، لو قال: فـ (من يعمل)، لا يأثم؛ لأنه لم يغير، وكذلك {وما لهم من دونه من وال} [الرعد:11] (من وال) هذه ـ أيضا ـ إدغام بغنة، لو قال: (من وال) فلا يأثم، فالقراءة بالتجويد إنما هي تحسين للفظ وليست بواجبة.

وبه يتبين لك أن قراءتك المسؤول عنها مراعيا حركات الإعراب مخرجا الحروف من مخارجها جائزة لا حرج فيها؛ وإن تركت أحكام التجويد كالمد والغنة ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة