السؤال
سمعت إمام مسجد في درس التراويح يقول إن العصاة المسلمين يأتون ووجوههم بيضاء يوم القيامة ولا يحترق لهم جسد ولا جباههم وأيديهم وغير ذلك، والخلاصة: أن ذلك لأنهم من أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وإن هذا الحوار دار بين مالك والعصاة؛ مما أشعرني أن أشك في هذا الحديث أو كلامه، فأفيدوني هل هذا صحيح؟.
وجزاكم الله كل خير.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ضمن حديث طويل: حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل.
قال النووي ـ رحمه الله ـ في شرح مسلم: قوله صلى الله عليه وسلم: (تأكل النار من ابن آدم إلا أثر السجود حرم الله على النار أن تأكل أثر السجود)، ظاهر هذا أن النار لا تأكل جميع أعضاء السجود السبعة التي يسجد الإنسان عليها وهي: الجبهة واليدان والركبتان والقدمان، وهكذا قاله بعض العلماء، وأنكره القاضي عياض ـ رحمه الله ـ وقال: المراد بأثر السجود الجبهة خاصة، والمختار الأول. انتهى.
وورد أن العصاة بعد أن يخرجوا من النار ويصب عليهم ماء الحياة ينبتون ويكونون كاللؤلؤ، وهو ما رواه البخاري ومسلم أيضا من قوله صلى الله عليه وسلم: فيشفع النبيون والملائكة والمؤمنون فيقول الجبار: بقيت شفاعتي، فيقبض قبضة من النار فيخرج أقواما قد امتحشوا فيلقون في نهر بأفواه الجنة يقال له ماء الحياة، فينبتون في حافتيه كما تنبت الحبة في حميل السيل قد رأيتموها إلى جانب الصخرة وإلى جانب الشجرة، فما كان إلى الشمس منها كان أخضر، وما كان منها إلى الظل كان أبيض، فيخرجون كأنهم اللؤلؤ فيجعل في رقابهم الخواتيم فيدخلون الجنة فيقول أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الرحمن أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه ولا خير قدموه، فيقال لهم: لكم ما رأيتم ومثله معه.
ولم نقف على حديث فيه أن هناك حوارا دار بين مالك والعصاة.
والله أعلم.