حكم الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور العربية

0 191

السؤال

أعيش في كندا، وفي المدينة التي أعيش بها هناك جالية مسلمة كبيرة، وليس لدينا إلا مسجد واحد في هذه المدينة، وقد أعلنوا أن الجمعة القادمة يوم: 17ـ 7ـ 2015، هي أول أيام العيد، ويعتمدون على الحسابات الفلكية في ذلك، وقد فعلوا ذلك في بداية شهر رمضان، وقرروا مسبقا أن الصيام سيبدأ الخميس، ولكن بفضل الله قد وافق السعودية ومعظم دول العالم الإسلامي:
أولا: هل اعتمادهم على الحسابات الفلكية له أصل في الدين؟ وهل هو محل اختلاف؟ أم أنه مجرد بدعة لا يجوز العمل بها؟.
ثانيا: هل أتبعهم وأفطر معهم يوم الجمعة القادمة حتى لو لم تثبت رؤية الهلال في أي دولة من دول العالم؟.
ثالثا: إذا لزمني عدم اتباعهم، فهل أتبع السعودية؟ أم بلدي الأصلي؟ ليبيا؟ وهل أذهب لصلاة العيد وأنا صائم؟ أم كيف أتصرف، فهو المسجد الوحيد هنا؟.
رابعا: هل إذا لم تثبت رؤية الهلال وأفطرت معهم يكون علي إثم، أو قضاء ذلك اليوم، أو كفارة؟.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالخلاف بين أهل العلم في الاعتماد على الحساب الفلكي خلاف قائم موجود، وقد كان في السابق خلافا شاذا، واتسع نطاقه في هذا العصر وكثر القائلون بالاعتماد عليه، لتطور علم الفلك حتى قال بعضهم إن الحساب الفلكي يقيني قطعي،  ولكن القول بأنه بلغ درجة اليقين أمر يخالفه الواقع، فقد تعددت الحالات التي يخبر بها الفلكيون باستحالة رؤية الهلال بناء على الحساب، ثم تثبت رؤيته بشهادة العشرات من الناس، وقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد في كتابه فقه النوازل كثيرا من تلك الحالات، والمفتى به عندنا أنه لا يصح الاعتماد على الحساب الفلكي في تحديد بداية الشهر ونهايته، وإنما الاعتماد فيه على رؤية الهلال أو إكمال عدة الشهر عند عدم رؤيته، وقد رؤي الهلال في أكثر بلدان المسلمين، وثبت أن الجمعة أول أيام شوال، فيكفيكم هذا، وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وانظر الفتاوى التالية أرقامها: 265420 189505، 127662، 126768، وكلها في مسألة الاعتماد على الحساب الفلكي من عدمه.

والله أعلم.
 

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة