السؤال
منذ عدة أشهر أعاني من مشكلة الوسواس القهري في النجاسات، وأعلم أن الحل هو الإعراض عن هذه الأفكار، ولكن كيف أميز بين الوسواس والأمر العادي؟ وهل إذا تيقنت أن شيئا تنجس، ولمسته، ثم لمست أشياء كثيرة بعدها وأنا أعلم، ولكن النجاسة لا ترى على هذه الأشياء أعتبرها طاهرة؟ وهل أعتبر الشيء اللزج كالمبلول يتنجس إذا لمسته نجاسة؟ وماذا أفعل مع المنتجات ـ كالعطر مثلا ـ التي ليست من بلاد إسلامية؟ وهل أعتبرها طاهرة؟ وهل إذا لمس الشخص عند غسل يديه الصابون ويده نجسة تنتقل النجاسة إلى كل شيء حوله بمجرد هذا؟.
وأشكركم كثيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما دمت مصابا بالوسواس، فلا تحكم بأن شيئا ما قد تنجس إلا إذا حصل لك بذلك اليقين الجازم الذي تستطيع أن تحلف عليه، وأعرض عن الوساوس ولا تبال بها ولا تعرها اهتماما، فإنه لا علاج للوساوس أمثل من هذا، وانظر الفتوى رقم: 51601.
ويسعك الأخذ ببعض رخص أهل العلم التي ترفع عنك الحرج وتزيل عنك الوسواس كقول من يرى طهارة الكحول، وقول من يرى عدم انتقال النجاسة الحكمية إلى ما لاقى الجسم المتنجس من الأجسام الرطبة أو المبتلة، وانظر الفتويين رقم. 154941، ورقم: 245239.
وقد بينا في الفتوى رقم: 181305، أن للموسوس الأخذ بأيسر الأقوال رفعا للحرج ودفعا للمشقة.
وإذا لمست الصابون أثناء غسل يديك وكانت يداك متنجستين، فالخطب يسير، فإن جريان الماء على الصابون وعلى يديك يطهرهما ـ والحمد لله ـ والحاصل أن عليك مدافعة الوساوس وعدم الاسترسال معها واستصحاب الأصل في الأشياء وهو الطهارة ما لم يحصل اليقين الجازم بخلافه حتى يعافيك الله تعالى من هذا الداء.
والله أعلم.