السؤال
ماذا نقول لمن يقول ما كان لآدم بد من أكل الشجرة، ثم وبخ بقوله تعالى: وعصى آدم ربه فغوى؟.
وجزاكم الله خيرا.
ماذا نقول لمن يقول ما كان لآدم بد من أكل الشجرة، ثم وبخ بقوله تعالى: وعصى آدم ربه فغوى؟.
وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه ما كان لآدم ـ عليه السلام ـ بد مما قدره الله تعالى له لحكمة أرادها سبحانه وتعالى، وهي إخراج آدم للأرض ليعيش فيها هو وبنوه حياة العبودية والطاعة، كما أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث قال: حاج موسى آدم ـ عليه السلام ـ فقال له: أنت الذي أخرجت الناس بذنبك من الجنة وأشقيتهم، قال آدم: يا موسى... أنت الذي اصطفاك الله برسالته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني؟ قال رسول الله صلى الله عليه: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى، فحج آدم وموسى. رواه البخاري ومسلم.
وقد روى الفريابي في كتابه القدر:عن خالد الحذاء أنه سأل الحسن البصري ـ رحمه الله تعالى ـ قائلا: أرأيت لو اعتصم فلم يأكل من الشجرة؟ قال: لم يكن له بد من أن يأكل منها، لأنه للأرض خلق. اهـ.
هذا، وننبه إلى أن ما وقع فيه آدم وحواء من المعصية كان سببه الشيطان، حيث وسوس لهما وأغواهما، وقد تابا من ذلك، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له، قال تعالى: فتلقى آدم من ربه كلمات فتاب عليه إنه هو التواب الرحيم {البقرة:37}. وقال سبحانه: وعصى آدم ربه فغوى ثم اجتباه ربه فتاب عليه وهدى {طـه:121-122}.
وقد ذكر أهل العلم أنه لا يتحدث في أخطاء الأنبياء إن وقعت إلا مع أهل العلم والفهم الذين لا يخاف عليهم الوقوع في المحظور من تنقص الأنبياء، فقد قال العلامة محمد مولود في محارم اللسان:
كذاك أن يقول في غير تلا وة عصى آدم ربه علا
وذكر أن لاقى نبي ضررا ما لم يكن ذاكرا أو مذاكرا
للعلما ونحوهم ممن لا يخاف إن يسمعه أن يضلا.
وكل ما يقع من العبد من خير أو شر مقدر، لكنه يلام إن فعل الشر، لأنه فعله باختياره وإرادته لم يجبره أحد عليه، فمن عصى الأمر الشرعي كان ملوما، وأما احتجاج آدم عليه السلام بالقدر: فإنه احتج به على المصيبة لا على المعصية، فالقدر يحتج به في المصائب لا على الذنوب والمعايب.
والله أعلم.