السؤال
اختلفت مع زوجتي على أشياء كانت تخفيها عني، وطلبت منها ذكرها، وقالت: "ذكرت كل شيء"، فغضبت وقلت لها: "سأحلف"، وقالت: "احلف"، فحلفت، وقلت: "أنت تحرمين علي إذا كان هناك أشياء ما قلتها"، وذكرت لها معنى الحلف بقولي: "الذي بيني وبينك حرام"، وبعد يومين قالت: "هناك شيء لم أقله لك"، فما هو الحكم؟ علما أن نيتي كانت من الحلف أن أجعلها تقول الصدق.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحقيقة ما حصل منك هو أنك علقت تحريم زوجتك على إخفائها عنك شيئا مما حدث، فإن قامت بإخفائه على الوجه الذي قصدت، فقد تحقق الحنث.
وتحريم الزوجة يكون بحسب نية الزوج، فإن قصد الطلاق صار طلاقا، وإن قصد الظهار صار ظهارا، وإن نوى اليمين بالله تعالى، أو لم ينو شيئا لزمته كفارة يمين، وراجع الفتوى رقم: 133059.
وبما أنك قد ذكرت أنك قد قصدت حملها على الصدق، فإذا لم تنو طلاقا، ولا ظهارا فتلزمك كفارة يمين، وخصال هذه الكفارة سبق بيانها في الفتوى رقم: 107238، وراجع المزيد في الفتوى رقم: 134240.
ونوصيك بالحذر من الغضب؛ فإنه سبب لكثير من المفاسد والشرور، وراجع في سبل علاجه الفتوى رقم: 8038.
واحذر التساهل في مثل هذه الألفاظ التي قد يترتب عليها شتات شمل الأسرة، وليكن بينك وبين زوجتك الاحترام، والتفاهم.
وعلى الزوجة أن تحرص على التزام الصدق مع زوجها ما أمكنها ذلك؛ لئلا توقعه في شيء من الحرج، وتحنثه في يمين قد صدرت عنه.
والله أعلم.