السؤال
لا إله إلا الله وحده لا شريك له... تكون حرزا من الشيطان ومن المكروه، فهل المكروه هنا هو المكروه الذي يبغضه الله؟ أم المكروه منا نحن من أي حوادث؟ ومن قال: اللهم أجرنا من النار يجيره الله من النار، فهل يلزم فعل السبب أو حتى لو قصر قليلا أو لم يفعل؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج النسائي في الكبرى والترمذي عن أبي ذر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال في دبر صلاة الفجر وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات، كتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه، وحرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب.
والمكروه هنا، هو ما يكرهه الإنسان من البلايا ونحوها، جاء في تحفة الأحوذي، ومرقاة المفاتيح، ومرعاة المفاتيح: من كل مكروه من الآفات. انتهى.
وأما حديث الاستجارة من النار: ففي الترمذي عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من سأل الله الجنة ثلاث مرات، قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة، ومن استجار من النار ثلاث مرات، قالت النار: اللهم أجره من النار. قال الشيخ الألباني: صحيح.
وروى أحمد والنسائي في الكبرى، وأبو داود في سننه: عن عبد الرحمن بن حسان الكناني، عن مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي: أنه حدثهم عن أبيه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من يومك ذلك كتب الله لك جوارا من النار، فإذا صليت المغرب فقل قبل أن تتكلم: اللهم أجرني من النار سبع مرات، فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار. وحسنه الحافظ في نتائج الأفكار وصححه الألباني في سنن أبي داود.
قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير: كتب الله لك جوارا من النار ـ أي من دخولها بالكلية لا تحلة القسم ويحتمل أن المراد نار الخلود ثم يحتمل أيضا تقييده باجتناب الكبائر كالنظائر. انتهى.
ومفاد كلامه ـ رحمه الله ـ أن هذا سبب للإجارة من النار، وقد يوجد مانع من إعماله كالكبائر، وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 109343.
والله أعلم.