السؤال
هل صحيح أن الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والألباني ضعفوا استثناء الفاتحة في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- في القراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية؟
هل صحيح أن الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين والألباني ضعفوا استثناء الفاتحة في حديث عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- في القراءة خلف الإمام في الصلاة الجهرية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث عبادة الذي تشير إليه هو قوله -رضي الله عنه-: كنا خلف النبي -صلى الله عليه وسلم- في صلاة الفجر، فقرأ، فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: لعلكم تقرؤون خلف إمامكم؟ قلنا: نعم يا رسول الله. قال: لا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها. وقد رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، وغيرهم.
واختلف أهل العلم في تصحيحه وتضعيفه، وممن ضعفه: الإمام أحمد؛ جاء في المحرر في الحديث -تعليقا عليه- ما نصه: رواه أحمد، وأبو داود، (والترمذي، وحسنه، وابن حبان، والدارقطني وقال: (إسناد حسن)، وصححه البخاري، وتكلم فيه أحمد، وابن عبد البر، وغيرهما). اهـ.
وقال ابن قدامة في المغني: وحديث عبادة الآخر، لم يروه غير ابن إسحاق، كذلك قاله الإمام أحمد، وقد رواه أبو داود، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري. وهو أدنى حالا من ابن إسحاق؛ فإنه غير معروف من أهل الحديث. اهـ.
وممن ضعفه أيضا: الشيخ/ الألباني في السلسلة الضعيفة؛ حيث قال فيها: وأما حديث عبادة: ( . . . فلا تفعلوا إلا بفاتحة الكتاب؛ فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها). فهو ضعيف بهذا اللفظ؛ له ثلاث علل، كما شرحته في "ضعيف أبي داود" (146 - 147)، وإنما صح مختصرا بلفظ: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب). أخرجه الشيخان، وغيرهما. اهـ.
وقد تكلم ابن معين على أحد رواة هذا الحديث وهو ابن إسحاق؛ ففي تنقيح التحقيق لابن عبد الهادي: وقد قال مالك وهشام بن عروة وغيرهما: ابن إسحاق كذاب. وقال يحيى بن معين: ليس بحجة. اهـ.
وراجع للفائدة حول مذاهب العلماء في القراءة خلف الإمام الفتويين: 94629، 2281.
والله أعلم.