هل من دليل على مقولة: "إن البنات رزقهن واسع"؟

0 209

السؤال

يقال لأحد إذا رزق ببنت: "إن البنات رزقهن واسع"، فهل هذا من باب المواساة، أم إن هناك دليلا من الشرع على ذلك؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد كان أهل الجاهلية يكرهون البنات، ويعتقدون أنهن سبب لضيق الأرزاق، وقلة الخير، فجاء الإسلام الحنيف، مبطلا لهذا المعتقد، ذاما لأهله.

ونحن وإن كنا لم نقف على دليل يفيد ما ذكر، من كون الأنثى أوسع رزقا، باعتبار الرزق في الدنيا، فإن الشرع قد دل على أن الإناث هبة من الله تعالى، وقدمهن على المنة بالذكور، وما كان هبة منه سبحانه، فهو مجلبة للخير -بإذن الله-. قال واثلة بن الأسقع: إن من يمن المرأة تبكيرها بالأنثى قبل الذكر، وذلك أن الله تعالى قال: (يهب لمن يشاء إناثا ويهب لمن يشاء الذكور {الشورى:49}، ) فبدأ بالإناث. ذكره القرطبي.

 فمن رزق البنات، فقد رزق خيرا كثيرا، فليحمد الله، وليرض بقضائه، ثم إن الرزق أعم مما يتصوره كثير من الناس، مما يقتصر على العرض الفاني، بل أوسع الرزق بلا شك، هو ما يرزقه الله العبد في الآخرة من الخير، والكرامة، وإحسان تربية البنات، والقيام عليهن، مما يوجب عظيم الثواب، وجزيل الأجر، وهذا ولا شك من الرزق الواسع بالمعنى الأعم، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من عال جاريتين حتى تبلغا، جاء يوم القيامة أنا وهو -وضم أصابعه، أي: معا. رواه مسلم.

 وعن عقبة بن عامر الجهني -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من كان له ثلاث بنات، فصبر عليهن، وأطعمهن، وسقاهن، وكساهن من جدته -يعني ماله -، كن له حجابا من النار. رواه أحمد، وابن ماجه، وصححه الألباني.

ويروى عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من مسلم تدرك له ابنتان، فيحسن إليهما ما صحبتاه، أو صحبهما، إلا أدخلتاه الجنة. رواه أحمد، وصححه المنذري.

وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من كان له ثلاث بنات يؤويهن، ويرحمهن، ويكفلهن، وجبت له الجنة البتة) قيل: يا رسول الله! فإن كانتا اثنتين؟ قال: (وإن كانتا اثنتين)، قال: فرأى بعض القوم أن لو قالوا له: واحدة؟، لقال: واحدة. رواه أحمد، وغيره. والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات