السؤال
في مسرحية يقول الممثل رقم: 1: من أنت؟
يرد الممثل رقم: 2: أنا قرينك يا زواوي.
يرد رقم: 1: يا سلام! لماذا قريني قصير.
كنا نكرر، ونردد تلك الجمل وراء الممثلين دون قصد استهزاء بالدين، فهل ذلك كفر؟
ولم أكن أعرف إلا الآن أن قرين الإنسان هذا شيطان، وكافر، وإنما كنت أعلم أن القرين من الجن فقط، ومشابه لقرينه الإنسان، فقد قرأت قول الله تعالى: ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا فهو له قرين. فهل أعذر بجهلي، أم إن ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة، ولا أعذر؟
كل ذلك حدث قبل عقد زواجي، فهل يعتبر العقد باطلا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد بلغت منك الوساوس مبلغا عظيما؛ فاتق الله، واصرفي عن نفسك وساوس التكفير، وليكن انشغالك بترك تضييع الوقت في متابعة المسرحيات التي لا فائدة فيها، بل الغالب اشتمالها على المحرمات.
ومسألة القرين وكونه كافرا، لا تدخل في المعلوم من الدين بالضرورة، ولا يكفر من جهلها؛ لأنها من المسائل التي قد تخفى.
قال الشيخ صالح الفوزان في شرح كتاب التوحيد: الجن يمسون الإنس، ويخالطونهم، ويصرعونهم، وهذا شيء ثابت، لكن من جهلة الناس من ينكر صرع الجن للإنس، وهذا لا يكفر؛ لأن هذه مسألة خفية، ولكنه يخطأ، فالذي ينكر مس الجن للإنس لا يكفر، ولكن يضلل؛ لأنه يكذب بشيء ثابت، أما الذي ينكر وجودهم أصلا، فهذا كافر. اهـ.
وعلى هذا؛ فلا يقع الكفر عليك؛ فأنت لم تكذبي نصا بلغك، وزواجك صحيح -إن شاء الله-، ولا دليل على تكفيرك بالكلام المذكور -نسأل الله أن يعافيك من الوسوسة-.
وننصحك بملازمة الدعاء، والتضرع، وأن تلهي عن هذه الوساوس، ونوصيك بمراجعة طبيب نفسي ثقة.
ويمكنك مراجعة قسم الاستشارات من موقعنا، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 147101، وتوابعها.
وراجعي في القرين وأحواله، الفتوى رقم: 16408.
والله أعلم.