الدعاء باسم الله الأعظم.. تعيينه.. وأسراره الدعاء به

0 207

السؤال

ما الفرق بين الدعاء باسم الله الأعظم وبين غيره من الدعاء؟ وهل الإجابة الفورية أم نوال عين المراد؟ أم الإجابة مع وجود مانع؟ أم ماذا؟ ولماذا رجح العلماء أنه لفظ الجلالة رغم عدم وجوده في قوله تعالى: وإلهكم إله واحد ـ وكل الناس يدعون به.....؟ وهل يشترط لمن يدعو به سبق معرفته ويقينه به؟.
وشكرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الدعاء بالاسم الأعظم أرجى للقبول والإجابة، ولم نجد من أهل العلم من اشترط لمن يدعو به سبق معرفته، والظاهر أن ذلك غير شرط، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن بعض الأشخاص أنهم دعوا بالاسم الأعظم، والظاهر أنهم لم يكونوا علموا بأنه الاسم الأعظم، ففي الحديث عن عبد الله بن بريدة عن أبيه رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع رجلا يقول: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، فقال: لقد سألت الله بالاسم الأعظم الذي إذا سئل به أعطى، وإذا دعي به أجاب. رواه أبو داود والترمذي.

وأما عن كون اسم الجلالة هو اسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أجاب، وإذا سئل به أعطى: فهذا هو القول الراجح من أقوال العلماء، وذلك لثبوته في أغلب الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيان الاسم الأعظم، وممن صرح بأن اسم الله الأعظم هو: الله ـ الخطيب الشربيني ـ رحمه الله ـ حيث قال في شرحه لمتن الإقناع لأبي شجاع: وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلاثمائة وستين موضعا. انتهى.

وقال ابن عابدين في رد المحتار: وروى هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه اسم الله الأعظم، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء. انتهى.

وقال القرطبي: الله: هذا الاسم أبر أسمائه سبحانه وأجمعها. اهـ.

ولا يعارض هذا بما زعمت من عدم ذكره في حديث الترمذي: اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ـ وفاتحة آل عمران: الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم ـ فإن اسم الجلالة ذكر صريحا في آية آل عمران، وأما آية البقرة: فقد ذكر فيها وصف الألوهية، وقد ذكر بعض أهل العلم أن اسم الجلالة أصله إله، قال الهيتمي في التحفة: الله ـ هو علم على الذات الواجب الوجود المستحق لجميع الكمالات لذاته، ولم يسم به غيره تعالى ولو تعنتا في الكفر؛ بخلاف الرحمن على نزاع فيه, وأصله إله حذفت همزته وعوض عنها أل، وهو اسم جنس لكل معبود, ثم استعمل في المعبود بحق فقط، فوصف ولم يوصف به، وعليه فمفهوم الجلالة بالنظر لأصله كلي، وبالنظر إليه جزئي... اهـ.

 وأما كون كثير من الناس يدعون به ولا يجابون، فإن الدعاء له شروط وآداب، والإجابة لها موانع، فمن حقق الشروط والآداب وسلم من موانع الإجابة، أجيب دعاؤه، وانظر في ذلك الفتاوى التالية أرقمها: 2395، 74194، 71758.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة