السؤال
في فصل الصيف تكثر عندنا المثلجات بأنواعها، ومعظمها مستوردة من دولة إيران، ومكتوب على علبها مصنوعة في (الجمهورية الإسلامية الإيرانية-إسلام شهر، وتعني مدينة الإسلام)، فما حكم رمي تلك العلب؟ وهل يجب علي أخذها إذا وجدتها ملقاة، مع العلم أنها كثيرة جدا؟
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه لا يجوز رمي الأوراق، أو العلب التي تحتوي على كلمة إسلام، أو ما له تعلق بالدين، في سلة المهملات، أو مكان الأوساخ؛ لما في ذلك من امتهانها، والواجب على المسلم أن يحفظ ما في يده مما يتضمن ما له تعلق بالدين، حتى يدفنه في مكان محترم، أو يحرقه، قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن، وكل اسم معظم، كاسم الله، أو اسم نبي له، يجب احترامه، وتوقيره، وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم من أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو عيسى عليه الصلاة والسلام، أو موسى كليم الله، ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد، أو عيسى، أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم. انتهى.
ولا يجب عليك تتبع ما كان ملقى بالأرض؛ لما في ذلك من الحرج، والمشقة، المنفيين في الشريعة الإسلامية السمحة؛ قال تعالى: ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج {المائدة: 6}، وقال سبحانه: هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج{الحج 78}.
وسئلت اللجنة الدائمة: هل أسير في الشارع راكعا؛ لجمع تلك الآيات، والسور، التي كثر رميها على الأرض في حين أن الناس تسخر مني؟ فماذا أفعل لإزالة هذا المنكر المنتشر؟
فأجابت : أولا: لا يجوز أن يضع المسلم متاعه، أو حاجته في أوراق كتب فيها سور، وآيات من القرآن الكريم، أو الأحاديث النبوية، ولا أن يلقي ما كتب فيه ذلك في الشوارع، والحارات، والأماكن القذرة؛ لما في ذلك من الامتهان، وانتهاك حرمة القرآن، والأحاديث النبوية، وذكر الله.
ثانيا: يكفيك للخروج من الإثم، والحرج، أن تنصح الناس بعدم استعمال ما ذكر فيما فيه امتهان، وأن تحذرهم من إلقاء ذلك في سلات القمامة، وفي الشوارع، والحارات، ونحوها، ولست مكلفا بما فيه حرج عليك من جعل نفسك وقفا على جمع ما تناثر من ذلك في الشوارع، ونحوها، وإنما ترفع من ذلك ما تيسر منه دون مشقة، وحرج. انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة".
والله أعلم.