السؤال
كيف أعرف أنني راض عن الله في الابتلاء؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعلامة رضاك عن الله تعالى أن تستسلم لحكمه، وتوقن أن ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الله تعالى حكيم يضع الأشياء في مواضعها، ويوقعها في مواقعها، وأنه سبحانه لا يقضي للعبد المؤمن قضاء إلا كان خيرا له، فإن أصابته سراء فشكر كان خيرا له، وإن أصابته ضراء فصبر كان خيرا له، وأن تفوض لله تعالى جميع أمورك، وتثق بحسن تدبيره، واختياره لك، فلا يظهر منك تسخط، ولا جزع لمقدور أصابك، كما قال الله: ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه والله بكل شيء عليم {التغابن:11}، قال علقمة: هو العبد تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى، ويسلم.
قال الحارث المحاسبي -رحمه الله-: ومن علامة الرضا عن الله الرضا بقضاء الله، وهو سكون القلب إلى أحكام الله، والتفويض إلى الله قبل الرضا، والرضا بعد التفويض. انتهى.
والله أعلم.