المقصود بالرب في قوله تعالى: "فيسقي ربه خمرا"

0 225

السؤال

ما معنى قوله تعالى في سورة يوسف: (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا). هل الله -عز وجل- يشرب الخمر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن الآية المسؤول عنها وهي قوله تعالى: أما أحدكما فيسقي ربه خمرا وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه قضي الأمر الذي فيه تستفتيان [يوسف:41].

جاءت في سياق تعبير يوسف عليه السلام لرؤيا الفتيين اللذين سجنا معه، وقد كان أحدهما ساقيا للملك، وكان الآخر خبازا له، وبحكم صحبة هذين السجينين ليوسف في السجن، وما علماه عنه من صدق وأمانة وصلاح وقدرة على تعبير الرؤيا، طلبا منه أن يعبر لهما رؤياهما، كما قص القرآن علينا بقوله: ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمرا وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزا تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين [يوسف:36].

فكان تعبير يوسف لهما عجيبا، وهو أن أحدهما سيخرج من السجن ويعود إلى وظيفته السابقة من سقي الملك الخمر، وهذا هو ما عناه الله بقوله: فيسقي ربه خمرا.
وأما الثاني فقد فسر رؤياه بالصلب والموت بعد ذلك، كما قال الله تعالى: وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه.

ومما يوضح لك -أخي السائل- أن المراد بالرب هنا الملك قول يوسف -عليه السلام- للناجي من السجينين، وهو الساقي: وقال للذي ظن أنه ناج منهما اذكرني عند ربك [يوسف:42].

قال ابن كثير في تفسيره: أي اذكرني عند ربك وهو الملك. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات