السؤال
اخترت تخصصي الجامعي، وباشرت الدراسة فيه، ولكن لم أستخر، فهل أستطيع أن أصلي الاستخارة وأنا في عمق دراستي؟.
اخترت تخصصي الجامعي، وباشرت الدراسة فيه، ولكن لم أستخر، فهل أستطيع أن أصلي الاستخارة وأنا في عمق دراستي؟.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فبإمكانك الاستخارة في الاستمرار في هذا التخصص، أو في تغييره، بأن تسمي ذلك في دعاء الاستخارة، كأن تقول في دعائها: "اللهم إن كنت تعلم أن استمراري فيه خير لي... إلخ"، أو: "إن كنت تعلم أن تغييري إياه خير لي... إلخ".
فإن الاستخارة تكون في الاستمرار في الفعل كما تكون في الابتداء به، وتكون في الترك والفسخ فيما اختياره وإيقاعه هو بيد الإنسان فعلا وشرعا، كما تكون في الفعل والعقد، بخلاف ما لم يكن بيده إما حسا وإما شرعا، لحرمة فعله أو كراهته.
قال العلامة سليمان البجيرمي الشافعي في "تحفة الحبيب": [والاستخارة تكون في غير الواجب والمستحب، فلا يستخار في فعلهما، والحرام والمكروه، فلا يستخار في تركهما، فانحصرت في المباح أو المستحب إذا تعارض فيه أمران أيهما يبدأ به أو يقتصر عليه]. اهـ.
وكل من الاستمرار في الفعل وتركه داخل في عموم ما جاء في البخاري وغيره من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كما يعلمنا السورة من القرآن، يقول: "إذا هم أحدكم بالأمر، فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل: اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال عاجل أمري وآجله - فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني" قال: ويسمي حاجته.
والله أعلم.