السؤال
أنا أعمل خارج بلدي، وأنا متزوج زوجتين، وطبعا زوجتاي تسكنان بيتا واحدا، وسمعت كلاما أن زوجتي الصغيرة تخونني، وأنا لم أر بعيني، طبعا زوجتي الكبيرة وأختي هما اللتان ذكرتا هذه الحكاية، وقد أمسك أحد الجيران شخصا داخل البيت، وللتوضيح يعني لم يدخل الغرفة، بل عند درج بيت زوجتي الصغيرة. طلقتها، وأريد أن أعرف ما هو الحل؟.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أن اتهام الزوجة ـ أو غيرها ـ بعدم العفة من غير بينة ظاهرة لا يجوز، فقد شدد الشرع في أمر الأعراض ونهى عن الخوض فيها بغير حق، فلا يجوز رمي المحصن بالزنا إلا لمن شاهد الزنا بعينه، وتيقن من وقوعه دون لبس، وكان الشهود أربعة عدول، وإلا تعرض القاذف للعقوبة وردت شهادته، قال تعالى: والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون {النور:4}.
فالواجب الحذر من الخوض في الأعراض، و من تبين له وقوع مسلم في فاحشة أو معصية دونها، فالأصل وجوب الستر عليه إلا لمصلحة معتبرة، قال ابن عبد البر (رحمه الله): ... فيه أيضا ما يدل على أن الستر واجب على المسلم في خاصة نفسه إذا أتى فاحشة وواجب ذلك عليه أيضا في غيره ما لم يكن سلطانا يقيم الحدود. التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 337) .
ومجرد وجود رجل داخل البيت لا يستلزم خيانة الزوجة ولا عدم عفتها.
وإذا كنت لا تعلم عن امرأتك سوءا ولا تظهر لك منها ريبة، فينبغي أن ترجعها إلى عصمتك.
و ننصحك أن تحرص على ألا تغيب عن أهلك طويلا، ولو كان ذلك على حساب بعض المكاسب المادية، قال الشيخ عطية صقر ـ رحمه الله ـ: ...فإني أيضا أنصح الزوج بألا يتمادى في البعد، فإن الذى ينفقه حين يعود إليها في فترات قريبة سيوفر لها ولأولاده سعادة نفسية وعصمة خلقية لا توفرها المادة التي سافر من أجلها... فتاوى دار الإفتاء المصرية - (10 / 5).
والله أعلم.