السؤال
أحيانا عندما أستيقظ من النوم في الصباح لأداء صلاة الفجر، أجد بللا، لكن لا أثر له من الداخل، والخارج، فهل هذا مني، أم إفرازات، أم مجرد عرق؟ وأحيانا لا أجد بللا، لكني عندما ألمس موضع القضيب في السروال، أجده باردا، فهل هذا يدل على وجود مني؟ وجزاك الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالظاهر من السؤال، أن لديك بعض الوساوس, وقولك: "أجد بللا، لكن لا أثر له من الداخل، والخارج؟" غير واضح, فكيف يوجد بلل، مع عدم وجود أثر له لا في الداخل، ولا في الخارج؟! والبلل إذا لم يكن له أثر ظاهر، ولا داخل، فهذا يعني أنه غير موجود.
لكن إذا فرضنا أن البلل موجود، ولم تعرف حقيقته هل هو مني، أم عرق، أو غيرهما, فلا يلزمك اغتسال؛ للشك في موجبه, فالأصل براءة الذمة من وجوب الغسل، حتى يثبت موجبه بيقين، جاء في الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: يعني: إذا تيقن أنه طاهر، وشك في الحدث، فإنه يبني على اليقين، وهذا عام في موجبات الغسل، أو الوضوء.
مثاله: رجل توضأ لصلاة المغرب، فلما أذن العشاء، وقام ليصلي، شك هل انتقض وضوءه أم لا؟ فالأصل عدم النقض، فيبني على اليقين وهو أنه متوضئ.
مثال آخر: استيقظ رجل، فوجد عليه بللا، ولم ير احتلاما، فشك هل هو مني أم لا؟ فلا يجب عليه الغسل؛ للشك. انتهى.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء: ليس على المرأة التي تشك في وقوع الجنابة، غسل بمجرد الشك؛ لأن الأصل عدم الجنابة، كما أن الأصل براءة الذمة من وجوب الغسل. انتهى.
ثم إن مجرد برودة الذكر، لا تدل على خروج مني, ولا توجب الغسل, فالمني له علامات تميزه عن غيره, كما ذكرنا في الفتوى رقم: 262930.
كما أنه لا يزمك تطهير ثوبك، ولا بدنك ما دمت غير جازم بنجاسة البلل المذكور؛ لأن الأصل الطهارة، فلا ينتقل عنها إلا بيقين النجاسة.
والخلاصة أن البلل المذكور، لا اعتبار له في انتقاض الحدث، ولا في النجاسة.
والله أعلم.