السؤال
ما هو وصف الجنة عند النصارى واليهود؟ وهل يوجد اختلاف عن وصفها عند المسلمين؟ وشكرا.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن المسلم يؤمن بما دلت عليه نصوص الوحيين في شأن الجنة، وغيرها من المغيبات، ولا ينبغي له الاهتمام بأقوال وأوصاف الكفار للمغيبات؛ إذ لا اعتبار لقولهم مع قول المسلمين الذين يأخذون الأخبار من نصوص الوحي.
واعلم أن الجنة خلقها الله تعالى قبل خلق آدم؛ فقد روى أبو داود عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما خلق الله الجنة قال لجبريل: اذهب فانظر إليها، فذهب فنظر إليها، ثم جاء، فقال: أي رب، وعزتك لا يسمع بها أحد إلا دخلها ... والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
ولا يختلف حال الجنة ولا صفاتها بين الأنبياء، فهي التي قال الله تعالى إخبارا عن مؤمن آل فرعون أنه قال: من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب {غافر:40}، وأخبرنا عن قول سحرة فرعون في شأنها بعد ما آمنوا: إنه من يأت ربه مجرما فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى * ومن يأته مؤمنا قد عمل الصالحات فأولئك لهم الدرجات العلى * جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ۚ وذلك جزاء من تزكى {طه: 74-76}، وأخبر عن صاحب القرية الذي دعا قومه للجنة فقال في شأنه: قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون * بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين {يس:26-27}.
وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن سؤال موسى ربه عن الجنة، كما في الحديث الذي أخرجه مسلم، عن المغيرة بن شعبة يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: سأل موسى ربه: ما أدنى أهل الجنة منزلة؟ قال: هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة، فيقال له: ادخل الجنة، فيقول: أي رب، كيف وقد نزل الناس منازلهم، وأخذوا أخذاتهم؟ فيقال له: أترضى أن يكون لك مثل ملك ملك من ملوك الدنيا؟ فيقول: رضيت رب، فيقول: لك ذلك، ومثله، ومثله، ومثله، ومثله. فقال في الخامسة: رضيت رب. فيقول: هذا لك وعشرة أمثاله، ولك ما اشتهت نفسك، ولذت عينك. فيقول: رضيت رب. قال: رب، فأعلاهم منزلة؟ قال: أولئك الذين أردت، غرست كرامتهم بيدي، وختمت عليها، فلم تر عين، ولم تسمع أذن، ولم يخطر على قلب بشر -قال: ومصداقه في كتاب الله -عز وجل-: فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين. الآية-.
والله أعلم.