السؤال
ما حكم من أنكر صفة من صفات الله تعالى، ولا يتذكر ما هي؟ وماذا يفعل؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإنه تكفيه التوبة الصادقة من الذنوب عامة، والاستغفار منها، فقد قال الله تعالى: ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما {النساء:110}، وقال تعالى: قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم {الزمر:53}، وقال شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ: فمن تاب توبة عامة كانت هذه التوبة مقتضية لغفران الذنوب كلها. اهـ.
وقال ابن القيم في مدارج السالكين: ولا ينجي من هذا إلا توبة عامة مما يعلم من ذنوبه، ومما لا يعلم، فإن ما لا يعلمه العبد من ذنوبه أكثر مما يعلمه، ولا ينفعه في عدم المؤاخذة بها جهله إذا كان متمكنا من العلم، فإنه عاص بترك العلم، والعمل، فالمعصية في حقه أشد، وفي صحيح ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل، فقال أبو بكر: فكيف الخلاص منه يا رسول الله؟ قال: أن تقول: "اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك لما لا أعلم" فهذا طلب الاستغفار مما يعلمه الله أنه ذنب، ولا يعلمه العبد، وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو في صلاته: "اللهم اغفر لي خطيئتي، وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي، وهزلي، وخطئي، وعمدي، وكل ذلك عندي، اللهم اغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت إلهي، لا إله إلا أنت" وفي الحديث الآخر: اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله، خطأه وعمده، سره وعلانيته، أوله وآخره، فهذا التعميم، وهذا الشمول لتأتي التوبة على ما علمه العبد من ذنوبه، وما لم يعلمه. اهـ.
وراجع الفتويين: 314596، 53784.
والله أعلم.