السؤال
أريد طرح سؤال يتعلق بموضوع قصر الصلاة في السفر.أنا من سوريا، ومنذ أكثر من شهرين قررت السفر لألمانيا بطريقة غير شرعية؛ للحصول على لجوء إنساني، وطيلة الطريق وأنا أقصر وأجمع، وعند وصولي وضعت في مخيم بشكل مؤقت لاستكمال إجراءات اللجوء، ونقلي فيما بعد لمكان آخر، وعند وصولي حصل نقاش بيني وبين إخوة هنا حول إمكانية قصر الصلاة وجمعها في ظل ظروف عدم الاستقرار، والتنقل من مكان لآخر، وكنت أرى أنه لا بد من قصر الصلاة في الوضع الراهن، وقرأت أغلب فتواكم التي تخص الموضوع، ونحن حاليا نصلي جمعا وقصرا، فأفيدونا بعلمكم، وأرجو ذكر الأدلة مع ذكر جميع أقوال العلماء التي تتعلق بالمسألة، وهل يجب أن أتم صلاتي؟ مع العلم أنني لم أنو الإقامة بعد.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:
فإذا كنت في أثناء سفرك لم تنو الإقامة في المكان الذي تمر به أربعة أيام، فلك أن تقصر الصلاة الرباعية، وتترخص بسائر رخص السفر، حتى وإن أقمت أكثر من أربعة أيام، ما دمت ابتداء لم تنو ذلك، ولم تعلم هل ستقيم أربعة أيام، أم أقل، أم أكثر.
ومتى عزمت على الإقامة في مكان ما أربعة أيام، أو أكثر فإنه ينقطع عنك حكم السفر، ولا تقصر الصلاة، ولا تترخص بسائر رخصه، وذلك أن المسافر إذا لم ينو الإقامة في مكان أربعة أيام فأكثر، فإنه يشرع له القصر على سبيل الاستحباب، وليس الوجوب، فيقصر الصلاة الرباعية ركعتين استحبابا، وانظر الفتوى رقم: 6215، والفتوى رقم: 143711؛ ففيهما أقوال أهل العلم في بيان المدة التي ينقطع بها حكم السفر، والأفضل للمسافر أن لا يجمع بين الصلاتين ما دام نازلا وليس في الطريق، وإن جمع فلا حرج، وانظر الفتوى رقم: 311848عن الجمع للمسافر والمفاضلة بينه وبين تركه.
والله تعالى أعلم.