السؤال
نشكر جهودكم الطيبة في الرد على استشاراتنا.
لدي سؤال، وأريد معرفة الفتوى في هذه المسألة: أحيانا يرسل لنا بعض الأصدقاء أو الأقارب أطباق طعام، ولا أحد من أفراد الأسرة يتناوله، ويظل أياما في الثلاجة، وفي النهاية نضطر لإلقائه في القمامة . فما الحكم في هذه الحالة؟
أرجو الرد، وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإذا كان هذا الطعام صالحا فإلقاؤه في القمامة لا يجوز؛ ففي هذا التصرف كفران لنعمة هذا الطعام، والكفران قد يوجب زوال النعم، كما قال تعالى: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون {النحل:112}، فإن لم تكونوا في حاجة إليه فادفعوه إلى من هو في حاجة إليه، أو أتحفوا به الأقارب أو الجيران، فإن الشرع قد ندب إلى ذلك؛ روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: يا نساء المسلمات، لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة. فإن لم يحدث ذلك فليس أقل من أن يوضع في مكان بحيث تنتفع منه الدواجن ونحوها، ويمكن لهذه أن تنتفع منه ولو فسد، لكن لا يتركه حتى يفسد، كما ذكر أهل العلم في طعام اللقطة؛ قال ابن عبد البر في الكافي في فقه أهل المدينة: ومن التقط طعاما لا بقاء له، ولم يتعرفه أحد بحضرة وجوده، فليس عليه أن يعرفه منتظرا لربه، ولا يمسكه حتى يفسد، ولكن هو مخير في الصدقة به أو أكله إن كان فقيرا محتاجا إليه ... اهـ.
والله أعلم.