السؤال
أنا اعتدت أن أصلي وأقضي قضائي في مكان معين من البيت، ولكن مشكلة هذا المكان أن فرشته مع كثرة الوقوف عليها يصفر الجزء الذي أقف عليه دائما، وينزل عن مستوى الفرشة، فيكون هذا الجزء المصفر نازل عن الفرشة، فأغير مكاني ولا أقف في هذا المكان المصفر، أي أني لا أضع قدمي على هذا المكان المصفر خوفا من أن تكون الصلاة لا تجوز على مكان غير مستو، فهل فعلي صحيح؟ وهل لو صليت عليه تكون الصلاة صحيحة أم لا؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تبين لنا من خلال أسئلتك السابقة، أن لديك وساوس كثيرة؛ فلأجل ذلك ننصحك بالإعراض عنها، وعدم الالتفات إليها، فإن ذلك من أنفع علاج لها، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 3086.
أما عن سؤالك فإن تغير لون مكان موضع القدمين أو نزوله عن مستوى الفراش لطول القيام فيه لا تأثير له على صحة الصلاة فيه، ولا حرج في تغييره لمكان آخر، والأمر في ذلك واسع إن شاء الله تعالى؛ فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه ربما صلى على الفراش الذي تغير لونه واسود من طول الاستعمال؛ ففي الصحيحين عن أنس ـ رضي الله عنه ـ أن جدته مليكة دعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعته، فأكل منه ثم قال: قوموا، فأصلي لكم، قال: فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس فنضحته بماء، فقام عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصففت أنا واليتيم وراءه والعجوز من ورائنا، فصلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين ثم انصرف.
هذا، وننبه إلى أنه إذا كان المكان غير مستو بحيث يمنع الأعضاء من الوضعية الصحيحة المعتادة؛ فالأولى والأفضل أن تؤدى الصلاة في غيره من الأماكن المستوية، فقد نص الفقهاء على كراهة بعض الهيئات في الصلاة مثل القيام على رجل واحدة، وإلصاق القدمين، ونحو ذلك، كما جاء في مقدمة الأخضري المالكي في مكروهات الصلاة: والوقوف على رجل واحدة إلا أن يطول قيامه، واقتران رجليه... وجاء في أسنى المطالب شرح روض الطالب في الفقه الشافعي: ويكره للصحيح القيام على رجل، وإلصاق القدمين، وتقديم إحداهما على الأخرى؛ لأن ذلك تكلف ينافي هيئة الخشوع بخلاف المعذور. اهـ
والله أعلم.