هل تتحقق أمنية الجهاد في الجنة

0 181

السؤال

لقد دل الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن المؤمن إذا دخل الجنة نال ما تمنى، وهذا مما لا يشك فيه مؤمن لإجماع الكتاب والسنة والعلماء عليه، وقالوا بأن ما كان حلالا في الدنيا يبقى حلالا في الجنة، فإن الله يحب الحلال، وما كان حراما في الدنيا كان حراما في الجنة، لأن الله يكره الحرام، وأهل الجنة طيبون لا يتمنون إلا طيبا، لا يتمنون الأمور التي كانت حراما في الدنيا، إلا ما استثناه الشرع من أمور كانت حراما في الدنيا ومستحلها يرتد عن الإسلام لكن أصبحت حلالا في الآخرة، مع الفرق بينها في الدنيا والجنة؛ كشرب الخمر، والزواج بأكثر من أربعة من النساء، ولبس الحرير والذهب، والشرب بكأس من ذهب وفضة، وغيرها من الأمور.
السؤال: إذا أدخلني الله الواحد القهار الجنة بفضله ومنه، هل يتحقق لي بفضل الله أن أكون قائد جيش إسلامي يرى أوله ولا يرى آخره لتحرير القدس، وقتال اليهود، سواء بالسيف أو السلاح الحديث، ومن ثم سبي نسائهم، والأخذ من المغنم، أو تحرير أية دولة كافرة أخرى؟ أعرف أن هذا السؤال غيبي، لكن كما ذكرت بدون شك أن المؤمن ينال ما يتمنى، والجهاد من أحب الأعمال إلى الله بعد التوحيد، وهذا يعني أنه حلال في الجنة، فهل هناك علة شرعية في هذه الأمنية؟ وأنا أعرف أن القدس ستحرر، كما قال الذي لا ينطق عن الهوى، لكن المسألة إن الله قادر على كل شيء، فيخلق لي شبه الأرض من جديد، فعندما أتمنى أن أفتح بيت المقدس وغيرها من البلاد لا يعني الرجوع إلى الدنيا حقيقة، فإن الأرض تكون قد زالت بلا شك، فهل هناك علة شرعية؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فقد دلت النصوص الشرعية على أن الله عز وجل يعطي أهل الجنة كل ما يتمنون، ووردت أمثلة على ذلك مع بعض المستثنيات التي قدر الله أنها لا تكون مثل: الرجوع للدنيا، كما أشرنا في الفتوى رقم: 216193.

وما لم يرد بشأنه دليل من الكتاب أو السنة -كالمثال الذي ورد في السؤال- فلا يمكن الجزم فيه بشيء؛ لأن الجنة من أمور الغيب التي لا تثبت إلا بالوحي، فلا يجوز الجزم بأنه سيحدث فيها كذا أو كذا إلا بدليل، ولا ينبغي الانشغال بالتعمق في مثل هذه الأمور التي لن يصل المرء فيها إلى شيء قاطع.

وحسب المؤمن أن يكون همه دخول الجنة، فإذا دخلها وجد من النعيم ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ووجد قطعا ما يتمناه من أنواع وأصناف النعيم التي لا يعكر عليه صفوها أي شيء.

نسأل الله بمنه وكرمه أن يجعلنا وإياكم من أهلها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة