السؤال
مديري في العمل مسيحي ويضغط علي وأنا في رحلة عمل إلى الخارج أن آتي له بنوع معين من زجاجة خمر تباع في السوبر ماركت في هذا البلد، وأنا في وضع حرج، فأنا أخاف أن أتعرض لمضايقته في العمل إن رفضت، وأخاف أن أفعل له ما يريد فتكون معصية كبيرة، مع العلم أن الموقف غير متكرر، لعدم وجود سفرات مرة أخرى، فهل هذا ذنب صغير أم كبيرة؟ أم مكروه؟.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحذار حذار أن تطيع هذا المدير في معصية الله تعالى، وأن تشتري له ما أراد من الخمر، واعلم أن من أرضى الناس بسخط الله، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس، وأن الناس كلهم لا يملكون لك ضرا ولا نفعا، وإنما النفع والضر بيد الله سبحانه وحده، وأنك لا تنال ما عنده بمثل طاعته سبحانه، وإياك أن تظن به أنك لو أطعته وتركت هذه المخالفة سلط عليك أعداءك ومكنهم من أذيتك، بل هو سبحانه خير وكيل وخير حافظ لمن أطاعه وقدم مرضاته على مرضاة من سواه؛ كما في الحديث الصحيح الذي خرجه الترمذي وغيره من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك.
وأنت إذا اشتريت لهذا الشخص ما يريد من الخمر كنت متعرضا للوعيد العظيم، وكنت مرتكبا كبيرة من كبائر الذنوب، فإنه قد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن في الخمر عشرة، منهم مشتريها، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: سمعت رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم يقول: أتاني جبريل، فقال: يا محمد، إن الله عز وجل لعن الخمر وعاصرها، ومعتصرها، وشاربها، وحاملها، والمحمولة إليه، وبائعها، ومبتاعها، وساقيها، ومستقيها. رواه أحمد وابن حبان والحاكم، وصححه، ووافقه الذهبي، وصححه المنذري في الترغيب.
وروى أبو داود وغيره عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لعن الله الخمر وشاربها وساقيها، وبائعها، ومبتاعها، وعاصرها، ومعتصرها، وحاملها، والمحمولة إليه.
وأنت إذا فعلت ما ذكر كنت مشتريا للخمر حاملا لها، وكنت متعرضا لهذا الوعيد العظيم، ومن المعلوم أن كل ذنب لعن الله فاعله فهو داخل في حد الكبائر ـ عياذا بالله ـ فعليك أن تحذر هذه المعصية العظيمة، وألا تحملك نفسك على مقارفتها أيا كان الداعي لذلك.
والله أعلم.