حكم عقوبة الإنسان نفسه عند فعل المعاصي

0 157

السؤال

كثيرا ما أقوم بارتكاب الذنوب، وأقصر في العبادات، وأقوم بتأخير الصلوات وأجمع بينها دون أي عذر، حاولت كثيرا أن أصليها في وقتها ولكن النفس الإمارة بالسوء تحول دون ذلك، لذلك قررت وبحزم أن أضع حدودا لذنوبي، فأحضرت القرآن الكريم وأقسمت بالله عدة مرات أنني عند أي ذنب، أو ترك عبادة أو تأخير صلاة، سأعاقب نفسي، وجعلت لبعض الذنوب عقوبات ثابتة، فمثلا اليوم الذي لا أصلي صلاة الفجر في وقتها أعاقب نفسي بحرماني من الموبايل والأنترنت لمدة يوم كامل، باستخدام أحد التطبيقات الذكية، ومن العقوبات الثابتة التي فرضتها على نفسي أنني عند كل مسبة أو شتيمة أتناول فلفلا حارا ولا أشرب الماء أو أتناول الطعام لمدة ساعة، وكنت أعاقب نفسي بالحرمان من أشياء أرغب في شرائها... ومن العقوبات أن أكتب 5 صفحات من القرآن الكريم بالحركات على دفتر، أو كتابة دعاء الاستغفار مع الذنب الذي ارتكبته.... والحمد لله خلال شهر تخلصت من 90% من الذنوب والمعاصي، والأجمل هو أنني مازلت ألتزم بهذا النظام، لكن موضوع النية وأنني أتجنب المعاصي خوفا من تلك العقوبات وليس خوفا من عقاب الله يخيفني، وبدأ الشك يدخل في قلبي.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فلا مانع من أن يعاقب الإنسان نفسه لارتكابه معصية من المعاصي، أو تقصيره في واجب من الواجبات، وهذا ما بيناه مفصلا في الفتاوى التالية أرقامها: 72437، 107973، 154709.

غير أنه ينبغي أن يراعي في ذلك العقاب عدم حصول الضرر على نفسه، ومن ثم فإن معاقبتك لنفسك بـما هو من قبيل  تناول فلفل حار وعدم شرب الماء أو تناول الطعام لمدة ساعة، إذا كان فيه ضرر محقق أو راجح على صحتك، فغير مشروع، إذ: لا ضرر ولا ضرار ـ كما قال عليه الصلاة والسلام، وقد قرر أهل العلم أن كل ما يؤدي للضرر فالأصل فيه المنع، قال صاحب المراقي: والحكم ما به يجيء الشرع     وأصل كل ما يضر المنع. اهـ.

فلتتنبه لذلك، وأما مسألة الشك الذي أشرت إليه في موضوع النية: فلا تعبأ به، لأن الحامل لك على معاقبة نفسك ـ بما ذكرت ـ هو الخوف من الوقوع في الذنوب، وحث النفس على أداء الواجبات، وما حملك على ذلك كله إلا خوف الله، فالدافع الحقيقي في الكل هو خوف الله، فلا تلتفت إلى وساوس الشيطان، ومداخله الخبيثة، وامض فيما أنت فيه مراعيا ما تقدم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة