السؤال
أرجو منكم -جزاكم الله خيرا- عدم إحالتي لفتوى سابقة.
أعاني منذ فترة من شيء ساءت حياتي منه، وهو الضحك المستمر في الصلاة -والعياذ بالله-، إلى أن أصبحت أتنقل بين المساجد، وأعيد الصلاة مرات حتى أصبحت أتأخر عن عملي، فعندما أبدأ بالصلاة تأتيني جميع المواقف المضحكة -والعياذ بالله-، فأضطر للضحك، وأكتم الضحك، وأعيد الصلاة، فهل أنا معذور؟ وهل يجوز لي الصلاة منفردا إلى أن يعافيني الله سبحانه وتعالى؟
فهذا شيء أثر في صحتي -عافاني الله وإياكم- فأذهب إلى المسجد، وأصلي، ثم أعيد الصلاة في مسجد آخر، وأحيانا أعيد مرة ثالثة في المنزل -والعياذ بالله-، فماذا أفعل؟ خصوصا أن الضحك مبطل -والعياذ بالله-. أفيدوني -جزاكم الله عنا كل خير-.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فينبغي أن تجتهد في الأخذ بأسباب الخشوع في صلاتك؛ فتغض بصرك، وتشغل فكرك، وخاطرك أثناءها عن الملهيات، وعن كل ما من شأنه أن يسبب لك الضحك، أو غيره مما يتنافى مع الخشوع في الصلاة، وتشعر نفسك بأنك واقف بين يدي ملك الملوك.
فإذا فعلت ذلك -مع الاستعانة بالله-، فستجد -بإذن الله- لذة الصلاة ونورها، وتشتغل في مناجاة ربك عن وساوس الشيطان، وعن المواقف المضحكة التي يذكرك بها في الصلاة؛ يقول الأخضري: فإذا أتيت إلى الصلاة ففرغ قلبك من الدنيا وما فيها، واشتغل بمراقبة مولاك الذي تصلي لوجهه، واعتقد أن الصلاة خشوع، وتواضع لله سبحانه بالقيام والركوع والسجود، وإجلال وتعظيم له بالتكبير والتسبيح والذكر. فحافظ على صلاتك، فإنها أعظم العبادات، ولا تترك الشيطان يلعب بقلبك، ويشغلك عن صلاتك حتى يطمس قلبك، ويحرمك من لذة أنوار الصلاة. فعليك بدوام الخشوع فيها، فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر بسبب الخشوع فيها، واستعن بالله، إنه خير مستعان. اهـ.
ومن المعلوم أن تعمد الضحك في الصلاة لا يجوز، وقد سبق بيان ما يبطلها منه في الفتوى رقم: 164197، فراجعها.
ولا يعتبر الضحك في الصلاة عذرا من أعذار التخلف عن الجماعة؛ فعليك أن تحرص على أداء الصلاة في جماعة، مع مجاهدة نفسك في التخلص مما يسبب لك الضحك المذكور.
وانظر الفتوى رقم: 60743، والفتوى رقم: 145593، والفتوى رقم: 204910، والفتوى رقم: 142417، وكلها في بيان جملة من الأعذار التي يجوز معها التخلف عن الجماعة.
وننصحك بمراجعة قسم الاستشارات بموقعنا بخصوص أسباب وعلاج هذه المشكلة طبيا ونفسيا.
والله أعلم.