حكم صلوات من أقام أكثر من أربعة أيام في سفر محرم وقصر وجمع

0 137

السؤال

كنت في السابق غير محافظة على الصلاة، ولكنني تبت إلى الله -والحمد لله-، وبدأت بالاهتمام بها، ولكنني وقعت بأخطاء كثيرة أشك بصحة صلاتي، ولزوم القضاء، حيث سافرت مرة إلى بلد أجنبي لمدة 40 يوما، وقد كنت آخذ بقول ملتزمة بأنه يجوز الجمع والقصر، إلا أنني لم أدرك موضوع السفر الحرام، تختلف فيه الأحكام أو حتى أنه يوجد اختلاف في مسألة الجمع والقصر، وعندما أدركت ذلك امتنعت عن فعله، ولكنني لم أقض السابق، وكثير من التفاصيل الأخرى.
والآن أشعر بخوف شديد، علما بأنني لم أقصد، فإنني كنت أجهل كثيرا من الأمور، وكنت في حالة مرضية من الوساوس، ربما بسببها وقعت بما كنت عليه، فما رأيكم بقضاء الصلاة بالنسبة لحالتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالظاهر أنك كنت تقلدين قول من يرى جواز الترخص برخص السفر ولو نوى المسافر إقامة أكثر من أربعة أيام، وهو قول شيخ الإسلام، ورجحه ابن عثيمين وغيره؛ قال في الشرح الممتع على زاد المستقنع: إذا رجعنا إلى ما يقتضيه ظاهر الكتاب والسنة وجدنا أن القول الذي اختاره شيخ الإسلام -رحمه الله- هو القول الصحيح، وهو أن المسافر مسافر، سواء نوى إقامة أكثر من أربعة أيام أو دونها. اهـ. ثم ساق الأدلة على ذلك.

وعليه؛ فإن صلواتك التي ترخصت فيها برخص السفر من جمع وقصر صحيحة -إن شاء الله-، ولا يلزمك قضاؤها.

وحيث إن سفر المعصية لا يمنع القصر عند كثير من أهل العلم، منهم الإمام أبو حنيفة، وابن تيمية، وغيرهما؛ فلا مانع من الأخذ بهذا القول، وإن كان مرجوحا لدينا، فقد بينا في الفتوى رقم: 125010 أن الأخذ بالقول المرجوح بعد وقوع الفعل وتعذر التدارك مما يسوغه كثير من العلماء، ومن ثم فلا يؤثر في صحة صلواتك المذكورة كون سفرك كان سفر معصية (إن سلمنا أنه كان كذلك).

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة