واجب مَن اكتشف محادثات في جوال زوجته مع شخص أجنبي

0 194

السؤال

اكتشفت قبل شهر تقريبا أن زوجتي لها علاقة بشخص أجنبي، وذلك عن طريق الواتساب، وظللت أراقبها مدة أسبوعين، واكتشفت أنها أرسلت له صورة وجهها وجسمها، وأنها كانت قد خرجت معه مرتين للاستراحة، وحصل ما حصل بينهما من المعاشرة -على حد قولها في الرسائل-، ولما صارحتها بالموضوع، وأريتها الرسائل والصور التي كانت بينه وبينها، قالت: إن الموضوع غير صحيح، وأن أحدا غيرها هو الذي كان يقوم بهذا الشيء، وحلفت أيمانا مغلظة، علما أني متأكد بعدة براهين كانت تذكرها له، ولا يعرفها غيرنا، ولها محادثات مع صديقتها بما لا يسر الخاطر من الكلام الفاحش، والسفور، والانحطاط، ولا أدري ماذا أفعل؟ فقدت الثقة بها، ولدي طفلة منها تبلغ 3 سنوات، فما الحل؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن وجود مثل هذه المكالمات على الهاتف الجوال لزوجتك قرينة قوية على وجود هذه العلاقة الآثمة، فالريبة إذن موجودة، والغيرة في مثل هذه الحالة من الغيرة المحمودة، كما سبق أن أوضحنا في الفتوى رقم: 71340.

ولا بأس بالصبر عليها، ويمكنك إخبارها بأن الأهم عندك أن تستقيم في مقبل أيامها، وأن تري ربها منها خيرا.

ونوصيك بالحزم معها، والحرص على إلزامها بالستر، والحجاب، ومنعها من مخالطة الأجانب، أو الخروج بغير إذنك، ونحو ذلك مما يحول بينها وبين أسباب الفتنة.

واحرص على أن تعلمها أمور دينها، وأن تزكي نفسها بنور الإيمان، وصالح الأعمال، وأن تصطحبها معك إلى مجالس الخير في المراكز الإسلامية، وغيرها.

ومن أهم ما يعينك على حسن تربيتها أن تكون قدوة صالحة لها، فلا ترى منك إلا خيرا، فإن استقام أمرها فذاك، وإن ظلت الريبة قائمة ففراقها أفضل، قال ابن قدامة في المغني عند ذكره أقسام الطلاق:.... والرابع: مندوب إليه، وهو عند تفريط المرأة في حقوق الله تعالى الواجبة عليها، مثل الصلاة، ونحوها، ولا يمكنه إجبارها عليها. اهـ.

وأخرج الحاكم في مستدركه -وصححه- عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: قال صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها....الحديث.

قال المناوي في فيض القدير: ثلاثة يدعون الله فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخلق ـ بالضم ـ فلم يطلقها، فإذا دعا عليها لا يستجيب له؛ لأنه المعذب نفسه بمعاشرتها، وهو في سعة من فراقها. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات