السؤال
لدي صديقة متدينة ولا تترك أي فرض من فروض الصلاة وتقرأ القرآن باستمرار يوميا ومرتدية الحجاب ولكن تحب شابا وهي على علاقة به منذ سبع سنوات ولا يستطيعان الزواج لأن أهلها يرفضونه باستمرار وهي تعرف أن هذه العلاقة خطأ وحرام ولكن تقول إن ربنا كاتب لنا أن أجتمع أنا وهو وأساعده ويساعدني فلماذا خطأ هل هو حرام وربنا كاتب ذلك، أصبح لديها نوع من الشك في كل شيء، إذا حرام طيب لماذا ربنا جمعنا، وماهو الطريق الصحيح لها وله؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن علاقة الحب بين الرجال والنساء : حقيقة الحب وحكمه وطرق علاجه، وردت كلها مفصلة في الفتوى رقم: 9360.
وأما ما تقوله هذه السيدة التي زعمت أنها متدينة فإنه أخطر بكثير من مسألة العلاقة نفسها، لأنه يتعلق بالعقيدة، فصحيح أن الأمور كلها بمشيئة الله وإرادته، ولكنها كلمة حق يقولها البعض ويريد بها الباطل، فهذا هو نفس الاحتجاج الذي أورده كفار قريش لما نهوا عن عبادة الأصنام قالوا: وقالوا لو شاء الرحمن ما عبدناهم [الزخرف:20]، وقال الله تعالى عنهم: سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون [الأنعام:148].
فالمرء لن يعمل إلا بما سبق في كتابه، ولكنه لما أتيح له من الأسباب ما يمكنه من سلوك الطريق السوي وبين له ذلك، وجهل ما قدره الله له من السعادة أو الشقاوة يوم القيامة، كان عليه أن يعمل ويأخذ بالأسباب الشرعية ويدع ما سواها، ولا يتكل على ما كتب أزلا، فعن علي رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض، فقال ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة، قالوا يا رسول الله أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل، قال اعملوا فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فسييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء، فسييسر لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: فأما من أعطى واتقى* وصدق بالحسنى.... الآية. متفق عليه.
وقال شيخ الإسلام: إن القدر يحتج به في المصائب دون المعائب. عدة الصابرين ج1ص18.
والله أعلم.