السؤال
ما معنى: يصدفون- كلالة- مشتبه -الفلق- في القرآن؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فكلمة يصدفون، وردت في موضعين من سورة الأنعام، أحدهما قوله تعالى: انظر كيف نصرف الآيات ثم هم يصدفون {الأنعام:46}.
قال الإمام ابن كثير في تفسيرها: {ثم هم يصدفون} أي: ثم هم مع هذا البيان، يعرضون عن الحق، ويصدون الناس عن اتباعه. قال العوفي، عن ابن عباس {يصدفون} أي يعدلون. وقال مجاهد، وقتادة: يعرضون: وقال السدي: يصدون. انتهى.
والكلالة قال عنها ابن كثير:{وإن كان رجل يورث كلالة} الكلالة: مشتقة من الإكليل، وهو الذي يحيط بالرأس من جوانبه، والمراد هنا من يرثه من حواشيه، لا أصوله، ولا فروعه، كما روى الشعبي عن أبي بكر الصديق: أنه سئل عن الكلالة، فقال: أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني، ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه: الكلالة من لا ولد له، ولا والد. فلما ولي عمر بن الخطاب قال: إني لأستحيي أن أخالف أبا بكر في رأي رآه. رواه ابن جرير وغيره. انتهى.
ويقول السعدي في تفسيره عن كلمة "مشتبه": وقوله: {مشتبها وغير متشابه} يحتمل أن يرجع إلى الرمان والزيتون، أي: مشتبها في شجره وورقه، غير متشابه في ثمره. ويحتمل أن يرجع ذلك، إلى سائر الأشجار والفواكه، وأن بعضها مشتبه، يشبه بعضه بعضا، ويتقارب في بعض أوصافه، وبعضها لا مشابهة بينه وبين غيره، والكل ينتفع به العباد، ويتفكهون، ويقتاتون، ويعتبرون. انتهى.
والفلق معناه الصبح، على القول الصحيح, وفيه عدة أقوال أخرى.
يقول ابن كثير في تفسيره: عن جابر قال: الفلق: الصبح. وقال العوفي، عن ابن عباس: {الفلق} الصبح. وروي عن مجاهد، وسعيد بن جبير، وعبد الله بن محمد بن عقيل، والحسن، وقتادة، ومحمد بن كعب القرظي، وابن زيد، ومالك عن زيد بن أسلم، مثل هذا.
قال القرظي، وابن زيد، وابن جرير: وهي كقوله تعالى: {فالق الإصباح} [الأنعام: 96] وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: {الفلق} الخلق. وكذا قال الضحاك: أمر الله نبيه أن يتعوذ من الخلق كله. وقال كعب الأحبار: {الفلق} بيت في جهنم، إذا فتح صاح جميع أهل النار من شدة حره، ورواه ابن أبي حاتم، ثم قال: حدثنا أبي، حدثنا سهيل بن عثمان، عن رجل سماه، عن السدي، عن زيد بن علي، عن آبائه أنهم قالوا: {الفلق} جب في قعر جهنم، عليه غطاء، فإذا كشف عنه، خرجت منه نار تصيح منه جهنم، من شدة حر ما يخرج منه. وقال أبو عبد الرحمن الحبلي: {الفلق} من أسماء جهنم. قال ابن جرير: والصواب القول الأول، أنه فلق الصبح. وهذا هو الصحيح، وهو اختيار البخاري، رحمه الله، في صحيحه. انتهى.
والله أعلم.