السؤال
أعمل مديرا للخدمات المساندة، في شركة، وفي حالة وجود عمل، أو شيء سنشتريه، يلزم إحضار عروض أسعار، وأنا من يفصل في عروض الأسعار. ولكن حين تأتيني العروض، وأختار عرض سعر، يأتي من اشتريت منه، أو من اعتمدنا عرضه، ويعطيني هدية، علما بأنه كان أقل عرض سعر، وما أخترناه إلا لذلك.
فهل هديته حلال أم حرام؟
للتوضيح: كانت الشركة بصدد شراء 50 مكيفا، وبعد المفاصلة مع الشركة للحصول على أقل سعر، تم الحصول على أقل سعر. وبعد الشراء، والتركيب، أتاني المندوب بهدية، قال: الشركة أعطت هدايا، وقد أعطيتك هدية، وهذا يتم من كثير من الشركات.
ملاحظة: أنا أسعى للحصول على أقل سعر، وأعتمده، ولكن الهدية بعد الاعتماد، ولو عرض الهدية قبل الاعتماد لرفضتها.
أرجو الإفادة.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن الهدايا التي تقدم إلى العمال، محرمة، ولو أعطيت للعامل بعد العمل، ما دام العمل هو سببها، ما لم تأذن لهم فيها جهة العمل، وذلك سدا للذريعة. فعن أبي حميد الساعدي قال: استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا على صدقات بني سليم، يدعى ابن اللتبية، فلما جاء حاسبه، قال: هذا مالكم، وهذا هدية. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فهلا جلست في بيت أبيك وأمك، حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقا. ثم خطبنا، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاني الله، فيأتي فيقول: هذا مالكم، وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته، والله لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه إلا لقي الله يحمله يوم القيامة، فلا أعرفن أحدا منكم لقي الله يحمل بعيرا له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر. ثم رفع يده حتى رئي بياض إبطه، يقول: اللهم هل بلغت. بصر عيني، وسمع أذني. رواه البخاري ومسلم.
وقال صلى الله عليه وسلم: هدايا العمال غلول. رواه أحمد وصححه الألباني.
وراجع الفتويين التاليتين: 17863 // 110044 وبناء على هذا، فلا يجوز لك أخذ هذه الهدية إلا بعد إذن جهة العمل.
والله أعلم.