السؤال
1- كيفية معاملة النصارى (المحرفين لدينهم) 2- بدء النصارى ( الذين يدعون لله ابنا ) بالسلام بصيغة " صباح الخير" "مرحبا" والابتسامة والترحيب؟ أم الأفضل تجاهلهم تماما؟؟ 3- ما صحه وتفسير حديث الرسول "لا تبدأوا أهل الكتاب بالسلام و..... وإن لقيتموهم في الطريق فاضطروهم إلى أضيقه"؟؟ برجاء الإفاضة من علمكم في هذا الموضوع بدليله وصحته
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبق بيان حكم معاملة الكفار وضوابطها في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 3681، 18719، 17051، 15908، 9896. وبيان حكم ابتدائهم بالسلام في الفتوى رقم: 6067، والفتوى رقم: 26470. أما أن يبدأوا بغير السلام مثل صباح الخير، ومرحبا، ونحو ذلك، فالأظهر جوازه، لأن الأحاديث إنما وردت بالنهي عن بدئهم بالسلام دون غيره، وفي السلام من إعزازهم وإكرامهم ما ليس في غيره، وقد عدد ابن القيم ما في السلام من المعاني العظيمة ككونه اسما لله تعالى، وشعارا للمسلمين فيما بينهم، ودعاء بالسلامة... إلخ ثم قال: فحقيق بتحية هذه شأنها أن تصان عن بذلها لغير أهل الإسلام، وألا يحيا بها أعداء القدوس السلام. والأولى ترك بدئهم بالتحية مطلقا، إلا إذا كان في بدئهم بذلك مصلحة شرعية، كتأليفهم لقبول الإسلام، أو دفع شرهم ونحو ذلك من المصالح الشرعية، لأن ذلك أدعى لقطع الأسباب المؤدية إلى مودتهم وموالاتهم. وحديث: لا تبدأوا اليهود والنصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه. حديث صحيح رواه أحمد ومسلم وغيرهما ومعناه: النهي عن ابتداء اليهود والنصارى بالسلام، وحكم بقية الكفار حكم اليهود والنصارى في هذا الأمر لعدم الدليل على الفرق، وأما قوله صلى الله عليه وسلم وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه فمعناه: لا تفتحوا لهم عن الطريق الضيق إكراما لهم واحتراما، وليس المعنى إذا لقيتموهم في طريق واسع فألجئوهم إلى حفرة حتى يضيق عليهم. والله أعلم.