أهمية المحافظة على الأذكار والرقية لدفع السحر وأذى الجن

0 283

السؤال

والدتي تتهمني دائما، وعندما أدافع عن نفسي تقول إنني مسحورة، ولولا أنها تتهم الجميع بسهولة لشككت في نفسي، وأنا بريئة من كل ما تقول ـ والحمد لله ـ أعانني كثيرا، وتذهب إلى رجل يدعي أنه شيخ وتعمل لي رقية، ولم أكتشف ذلك حتى مررت بأيام صعبة جدا لا أتمكن فيها من النوم، لأنني أرى الشياطين والحمد لله كنت أردد يا الله في وجهها... حتى عالجت نفسي بنفسي، ووجدت أوراقا فيها طلاسم وتعاركت مع والدتي فقالت لي عملتها حتى أتزوج، وأخشى التلبس بالشياطين....

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، ويفرج كربك، ويكشف غمك، وأن يذهب عنك كل سوء وبلاء، ونسأله أن يشفيك من كل داء يؤذيك، ومن شر كل نفس، ومن سحر السحرة، وكيد الكائدين الفجار، ونوصيك بالاعتصام بالله والالتجاء إليه، فهو القوي المتين، مجيب دعوة المضطر وكاشف الضر، كما قال سبحانه: أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلا ما تذكرون {النمل:62}.

وكوني على حذر من الخوف من الشيطان وجنده، فمكره إلى زوال وكيده ضعيف، قال تعالى: إن كيد الشيطان كان ضعيفا {النساء:76}.

هذا أولا.

ثانيا: ينبغي أن تكثري من ذكر الله تعالى، وتحافظي على أذكار الصباح والمساء خاصة، فإنك بذلك تؤمنين يومك ـ بإذن الله ـ قال تعالى: فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى {طه:130}.

وروى أحمد عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال في أول يومه أو في أول ليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات، لم يضره شيء في ذلك اليوم أو في تلك الليلة.

وفي الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

ثالثا: احرصي على رقية نفسك بنفسك ما أمكنك ذلك، فهذا أدعى للإخلاص، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي نفسه، ففي صحيح البخاري عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ: قل هو الله أحد وبالمعوذتين جميعا، ثم يمسح بهما وجهه، وما بلغت يداه من جسده. رواه البخاري.

وقد روى الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها

رابعا: لا بأس بطلب الرقية ممن عرف بالاستقامة عقيدة وعملا، وإن كنت لا تعلمين أحد الرقاة، فاستعيني ببعض الثقات الناصحين ممن يمكن أن يدلوك على أحدهم.

خامسا: إن ثبت لديك أن أمك تقوم بعمل السحر لك، فتلطفي بها وناصحيها بالحسنى، وأكثري من الدعاء لها، ولا ندري وجه الربط بين زواجها وعمل السحر لك، وعلى كل يمكنك أن تبيني لها أن تحقق غرضها هذا من غير أن تفعل ما فعلت.

 وإن لم تكوني متزوجة، فوصيتنا لك أن تبحثي عن رجل صالح تتزوجين منه، ويعينك في دينك ودنياك، واستعيني بالثقات من صديقاتك وأقاربك، علما بأنه يجوز للمسلمة البحث عن الأزواج وعرض نفسها على الرجل الصالح ليتزوجها، وسبق أن بينا ذلك في الفتوى رقم: 18430.

ولمزيد من الفائدة ننصحك بالاطلاع على الفتاوى التالية أرقامها: 51066، 57129، 69805، 127619 132063.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة