امتناع المريض عن التداوي ليس انتحارًا

0 186

السؤال

ابنة عمتي أصابها سرطان في القولون، وكما قال لها الأطباء: لا حل إلا إجراء عملية جراحية؛ لاستئصال الجزء المتضرر، وهو الجزء السفلي العصبي؛ وسيؤدي هذا إلى استعمالها لكيس، مرتبط بها مدى الحياة، فهل رفضها لإجراء هذه العملية يعتبر انتحارا؟ وهل تأثم على هذا القرار؛ لأنها تود علاج نفسها بالقرآن، ولديها أمل في الشفاء، ولكن بالقرآن؟ علما أنه بعد إجراء العملية لا سبيل للرجوع للوراء؛ لأن الجزء الذي سيستأصل، هو الجزء الأخير المرتبط بالنهايات العصبية، وستبقى مرتبطة بالكيس طوال حياتها.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإننا أولا نسأل الله تعالى أن يشفيها، شفاء لا يغادر سقما، ونوصيها بكثرة الدعاء، والالتجاء إلى الله، والوثوق بما عنده، فهو سبحانه وتعالى على كل شيء قدير، وبإجابة من دعاه جدير.

وبخصوص السؤال نقول: إن ترك إجراء مثل هذه العلمية، لا يعد انتحارا، فقد جاء في الموسوعة الفقهية: الامتناع من التداوي في حالة المرض، لا يعتبر انتحارا عند عامة الفقهاء، فمن كان مريضا، وامتنع من العلاج حتى مات، لا يعتبر عاصيا؛ إذ لا يتحقق بأنه يشفيه. كذلك لو ترك المجروح علاج جرح مهلك، فمات، لا يعتبر منتحرا، بحيث يجب القصاص على جارحه؛ إذ البرء غير موثوق به، وإن عالج. اهـ.

وراجع لمزيد الفائدة الفتويين: 62685، 64214.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة