هل مناداة الشخص بابن فلان تحقير أم تعظيم؟

0 244

السؤال

ما معنى مناداة الشخص بأنه ابن فلان؟ وهل هو تحقير أم تعظيم؟ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم حنين: أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبد المطلب ـ وناداه بعض الأعراب يا ابن عبد المطلب، وكان بعض الصحابة ينادي الحسين: يا ابن فاطمة، وكان بعض الصحابة ينادي عبد الله بن الزبير: يا ابن الزبير، وكذلك كان مخالفوه ينادونه: يا ابن الزبير، فهل يقصد بمناداة الشخص بنسبته لأبيه التحقير أم التعظيم؟ أم يختلف ذلك باختلاف حال المتكلم والمقصد؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

 فمناداة الشخص بابن فلان ـ نسبة إلى أبيه، أو جده- لا تعني في الأصل تعظيما ولا تحقيرا، وإنما تكون لمجرد التعريف به، وقد يقصد بها التشريف والتفخيم، أو إزالة اللبس والاشتباه -إذا كان معه من يشتبه معه في الاسم- أو غير ذلك، ويحدد المقصود منها سياق الكلام، أو المقام الذي نسب فيه الشخص إلى أبيه أو جده، والأمثلة المذكورة هي من هذا القبيل، وليس شيء منها للتحقير، ولو تتبعت سياقها والمقام الذي قيلت فيه لاتضح لك ذلك، فقول الأعراب لنبينا صلى الله عليه وسلم: يا ابن عبد المطلب ورد في أحاديث كثيرة، منها ما في الصحيحين عن أنس بن مالك، قال: بينما نحن جلوس مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، دخل رجل على جمل فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال لهم: أيكم محمد؟ والنبي صلى الله عليه وسلم متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ، فقال له الرجل: يا ابن عبد المطلب، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: قد أجبتك...

وفي مستخرج أبي عوانة: أن المسور بن مخرمة الزهري قال لعلي بن الحسين -رضي الله عنهم-: يا ابن فاطمة، ادفعوا إلي سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم أمنعه لكم، فوالله لئن دفعتموه إلي لا ينال، حتى يسفك دمي.

وفي مسند الإمام أحمد: أن معاوية رأى بعض الناس يصلون بعد العصر، فدخل عليه ابن عباس، فقال له: ما هذه الصلاة التي رأيت الناس يصلونها، ولم أر النبي صلى الله عليه وسلم يصليها، ولا أمر بها؟ قال: ذاك ما يفتيهم ابن الزبير، فدخل ابن الزبير، فسلم، فجلس، فقال معاوية: يا ابن الزبير، ما هذه الصلاة التي تأمر الناس يصلونها، لم نر رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاها، ولا أمر بها؟

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات