السؤال
ما حكم هذه الجملة: "انظر إلى النجوم، انظر كيف تلمع من أجلك"؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن هذا الكلام يقوله الناس في المجاملات، والقول بلمعان النجوم من أجل فلان، ينظر فيه: فإن كان صاحبه يقوله ملمحا إلى إنعام الله تعالى على الناس بنعمة النجوم، التي تضيء لهم، ويهتدون بها في الظلمات، فهو مصيب؛ فقد بين الله عز وجل بعض الحكم التي من أجلها خلق النجوم.
فمن هذه الحكم: تزيين السماء، ورجم الشياطين، وهداية الناس لطرقهم في البر والبحر... قال تعالى: وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون {الأنعام:97}، وقال تعالى: ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين {الملك:5}.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: هي النجوم، والمصابيح: السرج، فسمي الكوكب مصباحا؛ لإضاءته. اهـ.
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير: المراد بالمصابيح: النجوم، استعير لها المصابيح لما يبدو من نورها. اهـ.
وقال ابن كثير: هن الكواكب المنيرة، المشرقة على أهل الأرض. اهـ.
وأما إن كان أراد أن لفلان ما خصوصية في لمعان النجوم من أجله، فهو كاذب، مخطئ في قوله.
والله أعلم.