هل تقال أذكار النوم والاستيقاظ عند كل نوم واستيقاظ؟

0 414

السؤال

شيوخي الكرام: أريد أن أسألكم عدة مسائل عن أذكار النوم، وأذكار الاستيقاظ من النوم، هذه الأسئلة تتردد دائما في ذهني، ولا أعلم لها جوابا.
فمتى تقال أذكار النوم؟ هل تقال في الليل والنهار، يعني سواء نمت ليلا أو صباحا، أو بعد منتصف الليل، أو نهارا؟
هل أقولها كلما أردت النوم، أم لها موعد مخصص؛ فأنا أحيانا أنام أكثر من مرة في اليوم؟ وأنا دائما أقوم مرتين، أو أكثر عند نومي، يعني مثلا أنام الساعة العاشرة ليلا، فمن طبعي أنني أقوم الساعة الواحدة مثلا، ومن ثم أقوم الساعة الرابعة قبل الفجر، ومن ثم أنام، وبعدها أقوم لأصلي الفجر.
فهل كلما قمت من فراشي لأتبول، أو لأشرب الماء، أو لأي شيء آخر، أقول أذكار الاستيقاظ من النوم؟
يعني هل عندما أقوم في كل مرة، أقول أذكار الاستيقاظ، أم عندما أستيقظ من النوم، وأنا أعلم أنني لا أريد أن أرجع للنوم؟
وكذلك أذكار النوم هل كلما قمت لفعل شيء، ثم رجعت إلى فراشي، أقول أذكار النوم مرة أخرى، أم فقط هي مرة واحدة، عند النوم الرئيس الأول؟
أريد أقوال العلماء في هذا، وأريد الحكم وهل هو مكروه في كل حكم، أو مستحب، أو بدعة وما إلى ذلك، وأريد تفصيلا.
جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:                            

فقد اشتمل سؤالك على عدة أمور، وستكون الإجابة على النحو التالي:

1ـ إذا أردت النوم ليلا, أونهارا, فإنك تأتي بأذكار النوم، إلا إذا كانت الأذكارمصحوبة بدليل على أنها خاصة بالليل, فإنها تختص به.

جاء في لقاء الباب المفتوح للشيخ ابن عثيمين: الذي يظهر لي: أن أذكار النوم الواردة، إنما هي في نوم الليل، لكن لا حرج على الإنسان أن يقولها في نوم النهار؛ لأنها أذكار، وليس هناك نص صريح في أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان لا يقولها إلا في نوم الليل.اهـ.

ومن الأذكار الخاصة بالليل, قوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة، كفتاه. رواه البخاري ومسلم، وهو خاص بالليل؛ لقوله صلى الله عليه وسلم (في ليلة).

وفي عمل اليوم, والليلة للنسائي، من رواية البراء بن عازب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: من تكلم بهؤلاء الكلمات حين يأخذ جنبه من مضجعه، بعد صلاة العشاء، ثم مات في ليلته، دخل الجنة: اللهم إني أسلمت ديني إليك، وخليت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، لا منجا منك إلا إليك، آمنت برسولك الذي أرسلت، وبكتابك الذي أنزلت. انتهى.

2ـ إذا نمت أول الليل, ثم استيقظت, ثم أردت النوم من جديد, أو قمت بعد النوم لحاجة, فإنك تكتفي بأذكار النوم عند أول نومة, ولا تكررها.

جاء في فتاوي نور على الدرب للشيخ ابن باز: هل أذكار النوم المخصصة في نوم الليل فقط؟ وهل إذا قام الإنسان من الليل لقضاء حاجة، أو شرب ماء، هل يكرر ما يقوله من الأذكار؟

فأجاب: الظاهر، يكفيه إذا قاله عند أول ما ينام يكفي، وإن كرر، فلا بأس، لكن السنة حصلت بالأذكار التي قالها، والدعاء الذي قاله عند النوم أول ما نام، وما كان مختصا بالليل، وبينه الرسول أنه إذا أراد المبيت، فهذا يختص بنوم الليل، وما لم يرد فيه التخصيص، فهذا عام في كل وقت من الأذكار، أما ما جاء فيه التخصيص أنه إذا أراد أن ينام ليلا، فهذا يكون سنته في الليل إذا أراد أن ينام ليلا. انتهى. 

3ـ بخصوص أذكار الاستيقاظ من النوم, فالظاهر أنها تقال عند الاستيقاظ من نوم الليل, والنهار, إلا إذا ثبت اختصاصها بنوم الليل.

جاء في  فيض القدير: إن أحب ما يقول العبد إذا استيقظ من نومه: سبحان الذي يحيي الموتى، وهو على كل شيء قدير. وظاهر الحديث أن هذه الكلمات مطلوبة عند الاستيقاظ مطلقا.

 وقال أيضا: وحكمة الدعاء عند النوم، أن يكون خاتمة عمله العبادة، فالدعاء هو العبادة {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم} وحكمة الدعاء عند الانتباه: أن يكون أول ما يستيقظ يعبد الله بدعائه، وذكره، وتوحيده. انتهى.
 ومن الأذكار التي تختص بالاستيقاظ من نوم الليل، ما سبق بيانه في الفتوى رقم: 61257

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة