السؤال
رجل مصاب بالغضروف، أحيانا في سجوده وركوعه يقول: آه.
فهل يترك الركوع والسجود، أم يسجد ويركع، ولا حرج عليه، حيث إن التأوه يخرج منه رغما عنه، أم نحكم بالأغلب عليه في التأوه من عدمه؟
رجل مصاب بالغضروف، أحيانا في سجوده وركوعه يقول: آه.
فهل يترك الركوع والسجود، أم يسجد ويركع، ولا حرج عليه، حيث إن التأوه يخرج منه رغما عنه، أم نحكم بالأغلب عليه في التأوه من عدمه؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان الرجل المذكور يحصل له من المشقة والقلق بسبب الركوع والسجود ما يذهب الخشوع في صلاته, وهذا هو الظاهر من السؤال, فإنه يكون معذورا في ترك الركوع والسجود.
جاء في المجموع للنووي: وقال إمام الحرمين في باب التيمم: الذي أراه في ضبط العجز: أن يلحقه بالقيام مشقة تذهب خشوعه؛ لأن الخشوع مقصود الصلاة. انتهى.
وفي الشرح الممتع للشيخ ابن عثيمين: الضابط للمشقة: ما زال به الخشوع؛ والخشوع هو: حضور القلب، والطمأنينة، فإذا كان إذا قام قلق قلقا عظيما، ولم يطمئن، وتجده يتمنى أن يصل إلى آخر الفاتحة ليركع من شدة تحمله، فهذا قد شق عليه القيام، فيصلي قاعدا. انتهى.
وفي هذه الحالة، يجب على هذا الرجل أن يصلي قائما, ثم إذا أراد الركوع، أشار برأسه بقدر طاقته, ثم يجلس, ثم يشير برأسه إلي موضع السجود، بقدر طاقته أيضا.
قال ابن قدامة في المغني: ومن قدر على القيام، وعجز عن الركوع، أو السجود لم يسقط عنه القيام، ويصلي قائما، فيومئ بالركوع، ثم يجلس، فيومئ بالسجود، وبهذا قال الشافعي. انتهى.
وبخصوص التأوه غلبة بسبب الألم, فلا يبطل الصلاة, ولوبان منه حرفان مثل "آه"
جاء في المغني لابن قدامة: فأما البكاء والتأوه، والأنين الذي ينتظم منه حرفان، فما كان مغلوبا عليه، لم يؤثر. انتهى.
والله أعلم.