السؤال
هل ضبط رسول الله صلى الله عليه وسلم رسم ما كتبه كتبة الوحي؟ وكيف وهو أمي؟.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم يضبط النبي صلى الله عليه وسلم كتابة كتبة الوحي، وإنما كان الكتاب يكتبون على عادتهم في الكتابة، وأما رسم المصحف على الوجه المعروف الآن: فقد اتفق عليه الصحابة حين أمر عثمان ـ رضي الله عنه ـ بكتابة المصاحف وتوزيعها على الأمصار، ففي الصحيح عن أنس ـ رضي الله عنه: أن حذيفة بن اليمان، قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشأم في فتح أرمينية، وأذربيجان مع أهل العراق، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين؛ أدرك هذه الأمة، قبل ـ ص:184 ـ أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة: أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف، ثم نردها إليك، فأرسلت بها حفصة إلى عثمان، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم ففعلوا، حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف، أن يحرقن.
ولم ينقل ما يفيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضبط شيئا من رسم المصحف لكتبة الوحي.
والله أعلم.