توبة من صدق خبر المنجم

0 190

السؤال

حكم من صدق شيئا خاطئا، غفلة منه!
عندما ولدت، قال منجم لأبي: سمها فلانة، فإنها ستكون محظوظة وسعيدة، وستتزوج رجلا غنيا. وصدقه والدي، وسماني ذلك الاسم ((أنا أكره ذلك الاسم، ولا أحبه))
ذات مرة كنت أتحدث مع والدي بخصوص تغيير اسمي، قال لي: فلان (المنجم) قال إنك ستكونين سعيدة، لا تغيري اسمك؛ لأنك لن تصبحي محظوظة، وغنية. فكأنني صدقته، ولم أغير اسمي. هذا في الماضي.
ومرة كنت أتفكر في أقدار الله، تذكرت أنها تكتب قبل أن يولد الإنسان. فكيف يكون للاسم دخل فيها، والاسم أصلا من قدر الله؟
لا أعلم كيف غفلت عن هذا الأمر، وصدقت والدي.
ويحدث معي كثيرا، أن يقول لي أحد شيئا ولا أتحقق من كلامه، وأعرضه على الدين، وأغفل عن الدليل الذي ينقض كلامه.
ثم أتذكر ذلك بعد فترة، حينما أقلب كلامه. وأقول لنفسي: كيف تصدقين ذلك، وقد قال الله، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم كذا، وكذا.
ما حكمي؟
وهل أكفر بتصديق والدي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد: 

فمن الواضح من أسئلتك، أنك مصابة بالوسوسة، ومن ثم فنحن نحذرك من الوساوس، وندعوك للتخلص منها، وعدم الاسترسال معها؛ فإن الاسترسال مع الوساوس يفضي إلى شر عظيم، وخاصة في هذا الباب، والذي يظهر أنه لم يكن منك تصديق لهذا المنجم فيما أخبر به، وأنها مجرد هواجس وخواطر، وقعت في نفسك.

  وعلى كل حال، فلو فرض أنك صدقت ما أخبر به، فإن توبتك تمحو عنك إثم تصديقه، وتعودين كمن لم يذنب، كما قال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب، كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه.

وينبغي أن تناصحي أباك، وأن تبيني له أن المنجمين لا يعلمون شيئا من أمر الغيب، وأن الغيب مرد علمه إلى الله تعالى، كما قال جل اسمه: قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله {النمل:65}، وادعيه إلى التوبة من تصديق الكهان والمنجمين؛ فإن ذلك خطره عظيم على دين العبد وإيمانه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات